فاروق الشرع بشار الأسد رأى بيان جنيف في 2012 كارثة 7
45 مشاهدة
يصدر كتاب مذكرات فاروق الشرع الجزء الثاني 2000 2015 عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ويغطي فترة من رئاسة بشار الأسد 2005 2015 استمر فيها الشرع في منصبه وزيرا للخارجية ثم في منصب نائب رئيس الجمهورية قبل أن يضطر إلى الاعتكاف بمنزله في 2013 وإصدار الأسد تعليمات بعدم التواصل معه وبينما اعتبر الجزء الأول شهادة تاريخية مهمة على مسار من الأحداث التي شهدتها سورية في تفاعلاتها الإقليمية والدولية خصوصا ما يتعلق بالمفاوضات السورية الإسرائيلية في عهد حافظ الأسد يقدم الشرع في هذا الكتاب شهادته على أحداث لا تقل أهمية في عهد بشار منها اغتيال رفيق الحريري واتهامات مسؤولين سوريين بالتورط في اغتياله ما أسهم في دفع الخروج السوري من لبنان وأحداث عصفت بسورية مع اندلاع الثورة السورية 2011 وتنشر العربي الجديد فصولا من الكتاب وهنا حلقة ثامنة تتناول فشل الجهود العربية في معالجة الأزمة السورية ومن ثم تدويلها وصولا إلى اعتزال الشرع في ظل إصرار الرئيس الاسد على الحل العسكري الأمني وقعت جامعة الدول العربية خلال الربيع العربي في حضن مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد تردي أوضاع الدول العربية الفاعلة فيها العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003 وسورية منذ اغتيال رفيق الحريري عام 2005 وترسيخ الانفصال بين الضفة وغزة منذ عام 2006 أما دول الاتحاد المغاربي فقد ضعف تأثيرها عربيا منذ أن أخفقت في لم شمل أقطارها فضلا عن أن السودان أصبح سودانين في عام 2011 غير أن مجلس التعاون الذي فاجأه وقوع الجامعة في أحضانه لم يستطع أن يتدبر أمرها لا سيما أن السعودية بمساحتها الشاسعة وثروتها ونفوذها الواسع انكفأت سياسيا واكتفت بأن سخرت المال الوفير في التعامل مع الربيع العربي وتداعياته فضلت السعودية أن تجلس في المقعد الخلفي وتفسح المجال لقيادة الجامعة إلى دولة قطر التي رأت فيها مؤهلات قد لا تتوفر في الدول الخليجية الأخرى من بين مؤهلات دولة قطر المتعددة النجاح الاقتصادي الهائل الذي تحقق في عهد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووجود أكبر قاعدة فيها لحليفتها الولايات المتحدة واندفاع قطر في الوقت ذاته إلى لقيام بأدوار مختلفة في الوساطة وتسوية النزاعات الخشنة ممزوجة مع دور تنموي سخي لا تضاهيها فيه أي من الدول الأخرى في مجلس التعاون مثل اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية عام 2008 ودارفور وتشاد ومناطق نزاع أخرى والحديث مع طالبان والفلسطينيين والإسرائيليين في أي وقت كان التفويض السعودي مشفوعا أيضا باعتلال صحة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وغضب العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز من خذلان إخوانه لاقتراحه تحويل مجلس التعاون إلى اتحاد بين دول الخليج في أثناء انعقاد القمة الخليجية في الرياض نهاية عام 2011 لم يكن في حينه بين المسؤولين القطريين من هو أكثر خبرة في المجالين السياسي والاقتصادي من الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني فمن منظور السياسة العامة شغل منصبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية أما من منظور الاقتصاد فهو معروف لدى الأوساط العالمية المالية وفي الداخل القطري بأنه صاحب ثروة قادر على استثمارها وإدارتها من دون ضجة كان حمد بن جاسم قادرا أن يتولى على سبيل المثال استضافة اجتماع وزاري عربي وتحديد مكانه وزمانه فضلت السعودية الجلوس في المقعد الخلفي وإفساح المجال لدولة قطر لقيادة الجامعة العربية إذ رأت فيها مؤهلات لا تتوفر في الدول الخليجية الأخرى لم يكن تسلم دولة قطر إبان ثورات الربيع العربي رئاسة مجلس جامعة الدول العربية بدلا من دولة فلسطين مجرد مصادفة دعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير خارجيته رياض المالكي إلى مأدبة غداء أقامها الشيخ حمد بن جاسم في القاهرة قبل ساعات من بدء الدورة الجديدة للجامعة اقتنع الرئيس عباس بوجاهة الطلب القطري بأن تحل دولة قطر محل دولة فلسطين في رئاسة الجامعة اعتبارا من سبتمبر أيلول 2011 أصبح تفويض مقعد القيادة في الجامعة لحكومة قطر أمرا واقعا كانت أول حركة دبلوماسية قام بها رئيس مجلس الجامعة توجهه إلى دمشق مصطحبا معه وزراء خارجية أربع دول عربية هي الجزائر ومصر وسلطنة عمان والسودان إضافة إلى الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة من أجل مقابلة الرئيس بشار الأسد في 26 أكتوبر تشرين الأول 2011 كان اللقاء في دمشق طويلا على غير العادة بين الرئيس والوزراء العرب ووديا وإن تخللته بعض المماحكات ويمكنني القول إن الشيخ حمد بن جاسم حاول أن يكون مهذبا إلى أبعد الحدود لأنه ارتبط هو وأمير دولة قطر بعلاقة خاصة مع الرئيس بشار الأسد عقدا وكانت الزيارات المتبادلة والمتكررة بين دمشق والدوحة وعلى أعلى مستوى لا سيما بين الرئيس السوري وأمير دولة قطر لا تحتاج مواعيد وترتيبات مسبقة وكان غير المعلن منها أكثر من المعلن كان الشيخ حمد بن جاسم يرغب أيضا في أن يكون وسيطا ناجحا باسم الجامعة في حل الأزمة السورية لكن الرئيس الأسد أخذ في هذا اللقاء المهم دور المستخف بأقواله حتى لو جاء بعضها منسجما مع طروحاته فجعل من استحضار الولايات المتحدة قميص عثمان متهما الشيخ حمد خلال اللقاء بصلات خاصة معها متناسيا خلال سنوات صداقته الطويلة مع قطر أنها تستضيف أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط وهي لا تنزعج أساسا لوجود علاقة خاصة مع الولايات المتحدة لتعزيز دورها السياسي ومصالحها في تصدير الغاز بيسر وسلاسة إلى مختلف أنحاء العالم كما تابع الرئيس الأسد غاضبا في سورية لا يوجد سقوط أنظمة إما أن تتفتت سورية أو تبقى دولة مفترضا أن الحاضرين سيكونون أشد حرصا على بقاء سورية موحدة من رئيس جمهوريتها قرأت باعتباري رئيسا للجنة السياسية محضر الاجتماع بين الرئيس ووفد وزراء الجامعة وكان محوره أن وفد الجامعة أتى ليحصل من الرئيس على الموافقة على المبادرة العربية لحل الأزمة السورية صدر في 2 نوفمبر تشرين الثاني 2011 أي بعد عودة وفد الجامعة من زيارته إلى دمشق بأسبوع خلاصات في مجلس الجامعة عن النقاط التي أخذها الوفد العربي خلال اللقاء من فم الأسد خلال المماحكات من أبرزها وقف العنف من أي طرف كان والإفراج عن المعتقلين وسحب الجيش من المدن وحرية الحركة للصحافيين والمراقبين العرب الذين قررت الجامعة إرسالهم في ديسمبر كانون الأول 2011 وافق الجانب السوري على هذه النقاط خلال اللقاء ولكن مع نية عدم الالتزام بالموعد ولا بالبنود التي يمكن تنفيذها بعد محاولته إفراغ كل بند من مضمونه فضلا عن أن الرئيس اعتاد الموافقة بلطف مع محاوريه وجها لوجه في اللقاءات الرسمية على أن يتراجع عن الموافقة بعد مغادرة الوفد مطار دمشق الدولي انتقد أمير قطر بشدة عدم التزام بشار الأسد بالتعهد الذي قطعه بوقف إطلاق النار وأرجع الموقف السوري إلى سيطرة الأجهزة الأمنية على القرار سافر وفد سوري برئاسة وليد المعلم إلى الدوحة بطلب شخصي من أمير دولة قطر بعد لقاء الوفد العربي في دمشق بأربعة أيام اجتمع الوفد بأمير قطر الذي انتقد بشدة موقف سورية بسبب عدم التزامها بالتعهد الذي قطعه بشار الأسد على نفسه بوقف إطلاق النار وأرجع الأمير هذا الموقف صراحة إلى سيطرة الأجهزة الأمنية السورية على القرار كانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية ليبيا مبكرا عام 2011 عندما طلب مندوبها الدائم عبد المنعم الهوني نفسه تعليق عضوية بلاده لأنه كان معارضا ليبيا في الأساس في حين رفض المندوب الدائم لسورية يوسف أحمد تعليق عضوية بلاده في الجامعة لأنه التصرف الطبيعي فضلا عن أن سورية من الدول المؤسسة للجامعة من بين سبع دول لكن مجلس الجامعة أقدم على تعليق عضويتها على الرغم من الأخطاء التي ارتكبها في أثناء التعليق وفي مقدمتها الاسترشاد بالنموذج الليبي ليست تفاصيل ما أحاط بقرارات مجلس الجامعة منذ تعليق عضوية سورية اعتبارا من 16 نوفمبر 2011 وحتى تدويل الأزمة السورية بالأمر المثير ويستطيع المرء الاطلاع على القرارات العربية من مصادر عديدة لقد أصبح أي إجراء ضد سورية مرحبا به من ممثلي الدول العربية باستثناء التحفظات من لبنان والجزائر والعراق والتي لم تصل إلى حد الإصرار على إلغاء قرارات تتعارض مع روح الميثاق أما الدول العربية الأخرى فلم تشعر أن في ذلك إساءة إلى سورية حيث ترى أن النظام الذي يخرج عليه شعبه ويواجه الناس بالرصاص يستحق المقاطعة إنها لحقيقة مرة أن كل ثورات الربيع العربي اندلعت في أنظمة جمهورية حيث فشلت مع الزمن في إحداث التغييرات المنشودة لكن الأنظمة الملكية أيضا ليست في منأى عن التغيير عندما وافقت دمشق على إرسال نائب وزير خارجيتها الدكتور فيصل المقداد إلى مقر الجامعة في القاهرة للتوقيع على بروتوكول التعاون مع بعثة المراقبين العرب في سورية لم يكن مجلس الجامعة سعيدا بهذا التوقيع وإن لم تخرج الدول العربية بتصريحات علنية تؤكد ذلك لكنها كانت تنتظر انتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب بفارغ الصبر لتدويل الأزمة السورية وإلقاء المسؤولية على النظام السوري الذي سيلقي كامل المسؤولية على العرب والمؤامرات الدولية تحينت الجامعة الفرصة لسحب المراقبين العرب من دمشق قبل أن يستكمل عدد عناصرها وليس سرا أن تشعر السلطات بدمشق بالارتياح الضمني لقرار سحب المراقبين من دمشق فلم تحرك ساكنا حاولت جهدي بوصفي رئيسا للجنة السياسية تجنبا للتدويل أن أجد مخرجا على الأقل للإبقاء على بعثة المراقبين العرب في سورية التي تعرض لها شبيحة النظام بالشتائم والإهانات عند وصولها إلى مشارف محافظة اللاذقية كان رئيس البعثة الفريق محمد مصطفى الدابي جادا في عمله فضلا عن التزامه القومي حيث كان فخورا بما أوصاه به الرئيس السوداني قبل سفره إلى سورية بقوله إنك تخدم آخر القلاع العربية في مواجهة العدو الصهيوني تدويل الأزمة السوريةاستغلت اللجنة الوزارية في جامعة الدول العربية تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق الدابي الموثق بالأرقام والمعلومات بعد قيامه بجولة واسعة في سورية رافقه خلالها ضباط عسكريون وأمنيون سوريون وأرسلت تقريره إلى اللجنة العربية في القاهرة ليرسله رئيسها حمد بن جاسم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومن المفارقات الغريبة أن تدويل الأزمة السورية ترافق مع اعتراضات شكلية حيث إن وسائل الإعلام السورية دأبت على اتهام المعارضة وحدها بالتدويل الذي يرقى من وجهة نظرها إلى مستوى الخيانة بينما كانت السلطة السورية منهمكة بالاتصال مع الدول الأجنبية لأن التدويل بمفهومها الأممي أفضل من التعريب ومن هنا انطلق التهكم والسخرية من العرب والعربان والأعراب حينذاك في بعض الأوساط في سورية وهي عبارات لم تدخل في القاموس السياسي لحزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه ولا في قاموس أي حكم سوري آخر سأل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرئيس بشار الأسد متى سينتهي الجيش السوري من قصف بابا عمرو في حمص فأجاب خلال يومين أو أسبوع على أبعد تقدير كان الاتحاد الروسي يؤيد حلا سياسيا يجري بموجبه وقف إطلاق النار وسحب الجيش من المدن حتى مؤتمر جنيف يونيو حزيران 2012 كان تحفظه الأساسي في مجلس الأمن عام 2011 يتمحور حول اعتراضه على اتخاذ قرار شبيه بالقرار 1937 الخاص بليبيا عام 2011 الذي أسيء استخدامه أطلسيا من أجل الحرب على ليبيا بدلا من استخدامه أمميا لصنع السلام فيها عدا ذلك كان الروس لا يمانعون من دون أن يصرحوا عن رغبتهم بتأدية دور الوسيط بين الحكومة السورية والمعارضة أو بين سورية ومجلس الأمن لكن الأخير لم يعر هذا الأمر ما يستحقه من اهتمام لأن الدول الغربية دائمة العضوية غير معنية بأن تعطي روسيا هذا الدور وسورية لا ترغب في أن تصبح روسيا وسيطا بينها وبين المعارضة لأنها تريد أن تكون روسيا إلى جانبها فقط عندما زارنا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في دمشق في يناير شباط 2012 سأل الرئيس بشار الأسد متى سينتهي الجيش السوري من قصف بابا عمرو في حمص فأجاب خلال يومين أو أسبوع على أبعد تقدير ثم سأله على مائدة الغداء من سيكون ممثلكم للحوار مع المعارضة أجاب بتلكؤ نائب الرئيس فاروق الشرع وحين وجد الرئيس مترددا في ذكر الاسم قال لافروف هل يزعجك أن أعلن اسمه في المؤتمر الصحافي أجاب الرئيس بالموافقة على مضض لقد أصدرنا قرارا جمهوريا بهذا الشأن ولكن لافروف أعلن في مؤتمره الصحافي الذي عقده في بهو القصر مباشرة بعد الغداء أن الرئيس الأسد كلف نائبه الشرع بتمثيل الدولة السورية في الحوار بين النظام والمعارضة مرت أسابيع وأشهر والرئيس لم يف بأي من الوعدين فلا القصف على بابا عمر توقف ولا الحوار جرى استئنافه بفاروق الشرع أو بغيره ردا على عدم التزام الموقف السوري عقد في تونس في 24 فبراير شباط 2012 المؤتمر الأول تحت عنوان أصدقاء سورية ثم عقد المؤتمر الرابع في مراكش في المغرب قبل نهاية عام 2012 حضرته أكثر من مائة دولة وكانت روسيا في 14 إبريل نيسان 2012 قد صوتت بوضوح في مجلس الأمن إلى جانب أميركا وبريطانيا وفرنسا لصالح القرار 2042 الذي سيتم بموجبه إرسال 30 مراقبا للإشراف على وقف إطلاق النار في سورية تبعه بعد أسبوع قرار آخر رقم 2043 في 21 إبريل نيسان 2012 أيدته موسكو ونص على تطبيق خطة كوفي عنان الشهيرة بالنقاط الست هذا الموقف الروسي أزعج السلطات السورية كثيرا وجاء منسجما مع موقف جامعة الدول العربية أيضا ومع موقف كوفي عنان نفسه الذي حظي تعيينه بترحيب الجانبين العربي والدولي وقعت مجزرة في غاية البشاعة في الحولة وألقى النظام كامل المسؤولية على تنظيم القاعدة والمعارضة السورية ورفض في الوقت ذاته السماح للأمم المتحدة بفتح أي تحقيق حول الأمر وفي أثناء ذلك جرى تعيين الجنرال روبرت مود القادم من الصليب الأحمر الدولي رئيسا لبعثة المراقبين الدوليين في سورية الذين وصل عددهم إلى نحو 300 والجنرال مود نرويجي الجنسية وضابط مرموق استطاع أن يقيم علاقات ودية مع بعض أعضاء الحكومة السورية فنجح في تثبيت وقف إطلاق النار فترة قصيرة تنقل خلالها من محافظة درعا في الجنوب إلى محافظة إدلب في الشمال في 25 مايو أيار 2012 وقعت مجزرة في غاية البشاعة في الحولة غربي حمص وراح ضحيتها عشرات المدنيين من بينهم أطفال ونساء فأدانتها روسيا والصين والدول الغربية في مجلس حقوق الإنسان ووجهت أصابع الاتهام إلى القوات الحكومية السورية ومجموعة من الشبيحة الموالية للنظام إلا أن النظام ألقى كامل المسؤولية على تنظيم القاعدة والمعارضة السورية ورفض في الوقت ذاته السماح للأمم المتحدة بفتح أي تحقيق حول الأمر بيان جنيف 30 يونيو 2012 عين كوفي عنان في 23 فبراير 2012 مبعوثا دوليا في سورية وحاول بخبرته المعهودة أن يجمع كبار القوم المعنيين بالأزمة السورية فيما عرف بـ مجموعة العمل من أجل سورية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة هيلاري كلينتون والاتحاد الروسي سيرغي لافروف والصيني يانغ جيه تشي والاتحاد الأوروبي كاترين أشتون وغيرهم من عرب وأجانب في جنيف بتاريخ 30 يونيو 2012 كانت نقاط التفاهم واسعة داخل المؤتمر بين المسؤولين الكبار والصغار لا سيما حول النقاط الست لخطة كوفي عنان في إطار حل سياسي أما النيات فكانت شيئا آخر كان التباين الوحيد في نهاية المطاف الذي حال دون الوصول إلى خاتمة مرضية للجميع استحضار اسم الرئيس بشار الأسد سلبيا او إيجابيا هنا ظهرت عقدة النجار المتداولة شعبيا والتي رددها المسؤولون الروس والأميركيون في أرجاء العالم وذلك لتفشيل حل الأزمة السورية من أساسها وليس لتنحية الرئيس السوري ذائع الصيت ونقاط عنان الست ذريعة لفظية لا أكثر لأن العالم يصدر أحكامه في النهاية بالاستناد إلى الأقوال فهي الدليل الدامغ الذي لا يظهر غيره في عالم اليوم مع ذلك حيدت مسألة تنحية الرئيس من النص وجاء القرار مطولا من أبرز فقراته إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية ويمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى ويجب أن تشكل على أساس الموافقة المتبادلة كان بيان جنيف 2012 من وجهة نظر الرئيس النهائية كارثة ليس إلا وما زلت أتساءل أين تكمن الكارثة في بيان يدعو لوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن وتشكيل حكومة وحدة وطنية بين السلطة والمعارضة ولا يتعرض لمنصب رئيس الجمهورية عقد اجتماع مصغر في القصر ترأسه الرئيس لمناقشة بيان جنيف كنت قد قرأت البيان وعرفت الملابسات كافة التي أحاطت بصياغته ووجدته يفتح الأفق أمام خروج سورية من نافورة الدم بدأ الرئيس الاجتماع بانفعال واضح واعتبر البيان كارثة والتفت إلى وليد المعلم الذي علق بأن بيان جنيف فعلا كارثة لأنه صناعة أميركية علقت أين الكارثة إذا كان هناك نقطة في البيان لا تعجبنا فبإمكاننا إطلاع الروس على هواجسنا وهم باعتقادي لن يمانعوا لأن لهم اليد الطولى في صياغة البيان ولمعرفتهم بكوفي عنان الذي ما كان ليتبنى النقاط الست الواردة في البيان لولا موافقة الروس عليها كررت الأقوال صمت الرئيس فصمت وزير خارجيته لأن بيان جنيف من وجهة نظر الرئيس النهائية كارثة ليس إلا وحتى هذه اللحظة ما زلت أتساءل أين تكمن الكارثة في بيان يدعو لوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن وتشكيل حكومة وحدة وطنية بين السلطة والمعارضة ولا يتعرض لمنصب رئيس الجمهورية في 19 يوليو تموز 2012 أي بعد بيان جنيف بنحو ثلاثة أسابيع تقريبا كان مجلس الأمن قد اجتمع وأعد مشروع قرار تحت الفصل السابع تقدمت به كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا لكنه لم يمر بسبب الفيتو الروسي الذي يعني الإنقاذ الأولي للنظام الذي بدا في وضع صعب جدا تفجير خلية الأزمةأستذكر وفاة العماد حسن تركماني رئيس خلية الأزمة المروعة بتفجير مكتب الأمن الوطني في 18 يوليو 2012 مع وفاة أصدقاء آخرين وهم شخصيات مهمة في خلية الأزمة العماد آصف شوكت الذي كان قد نقل من شعبة المخابرات العسكرية إلى الأركان ووزير الدفاع العماد داود راجحة واللواء هشام الاختيار رئيس مكتب الأمن الوطني تمكنت من رؤية الأخير لحظة احتضاره في غرفة العناية المشددة في مستشفى الشامي بدمشق وإلى جانبه ابنه الشاب الذي كان أيضا في الغرفة المجاورة لصالة الاجتماعات ساعة تفجير المكتب ونجا الرابع وهو اللواء محمد الشعار وزير الداخلية بسبب مغادرته قاعة الاجتماع قبيل دقائق معدودة من التفجير إلى الحمام شكلت لجنة تحقيق لكن القيادة لم تبلغ فيما إذا وصلت إلى أية نتائج وسبقتها بأسبوع محاولة تسميم عدد من أعضاء اللجنة التي لم تؤخذ من القيادة على محمل الجد رغم انتشار شائعات بأن الفاعل هرب إلى خارج البلاد كلفني الرئيس في آخر دقيقة أن أتولى بالنيابة عنه تشييع الشهداء ضحايا التفجير الأربعة إلى مثواهم الأخير في ضريح الجندي المجهول مع أن كل الترتيبات اتخذت على أساس حضوره لا سيما أن أحدهم وهو آصف شوكت كان صهره زوج أخته الكبرى بشرى قال لي الرئيس عبر هاتف مدير مراسم الرئاسة الموجود في أثناء مراسم التشييع إنه سيكلمني فيما بعد عن الأسباب التي منعته من المشاركة بالتشييع وهو ما لم يحدث وأنا بدوري لم أسأله لأنني لم أعد أراه كالسابق الفيل يا ملك الزمانكان أعضاء القيادة القطرية يتفقون معي في موقفي ضد الحل العسكري للأزمة وقد طالبوني بأن يعقد الرئيس اجتماعا معهم كي أعيد على مسامعه رأيي الدائم بضرورة الحل السلمي فاشترطت عليهم أن يعبروا عن هذا الرأي حين أطرح الموضوع بوجودهم لأن الرئيس كان عادة يسمع رأيي على انفراد أو بالتوصيات التي كانت تصدر عن القيادة القطرية واللجنة السياسية التي كنت أرأسها فوعدوا بذلك حين اجتمعنا مع الرئيس في القصر الجمهوري طرحت مشكلة الحل العسكري وضرورة انتهاج حل سياسي للأزمة وحاول أسامة عدي عضو القيادة القطرية التأكيد على ما قلته فقاطعه الرئيس وقال للجميع إنه لم يعد يثق بأداء وزارة الخارجية وأن الأسلوب الذي تنتهجه الخارجية لم يعد مجديا من دون أن يشرح ماذا يقصد وأضاف من الآن فصاعدا سأقوم أنا بالعمل من تحت الطاولة لأن ذلك سيعطي نتائج أفضل قالها وسط دهشة أعضاء القيادة لتغيير الموضوع فران الصمت وانفض الاجتماع توقفوا عند الباب الخارجي للقصر يتساءلون عن أسباب هذا الموقف الغريب للرئيس عبرت عن استيائي لعدم مشاركتهم رغم تأييدهم في الاجتماعات الحل السلمي وأخبرتهم أن هذا آخر اجتماع للقيادة سأحضره وصفت استقالة كوفي عنان بالدراماتيكية بعد أن رأى أن الرئيس على الرغم من وعوده استمر في قتل شعبه بينما المعارضة لم تبد استعدادها لانتقال سلمي يكون للرئيس الأسد دور فيه استقالة كوفي عنان الصامتةأعرف أن كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة قد أراق ماء وجهه لكي يوافق الرئيس بشار الأسد على سحب الدبابات إلى خارج المدن السورية فقط فلم يكن هناك من صدى لطلبه كما لم يكن هناك أي التزام بما نصت عليه نقاطه الست وأدى ذلك إلى استقالته في مطلع أغسطس آب 2012 أي بعد ستة أشهر فقط من تعيينه مبعوثا إلى سورية كان بطبعه قليل الكلام ولذلك لم يعرف الكثير من الناس موقفه من الأزمة السورية إلا بعد استلام الأخضر الإبراهيمي مهمته الجديدة الدولية والعربية عندها فقط نطق عنان بعد خروجه من سورية بما كان يفكر فيه بعد أن رأى بوصفه أمينا عاما سابقا للأمم المتحدة أنه كان يتعامل مع مهمة في غاية التعقيد من دون أن يتلقى دعما دوليا أو من الحكومة السورية صرح كوفي عنان في 2 أغسطس 2012 لصحيفة نيويورك تايمز أنه من دون تعاون دولي موحد وضاغط إضافة إلى جهد إقليمي يستحيل إجبار الطرف السوري على الشروع بعملية سياسية وفي مقالة نشرت مقتطفات منها صحيفة فايننشال تايمز اللندنية حمل مسؤولية إخفاق مهمته إلى الحكومة السورية وللرئيس بشار الأسد بالاسم لقد وصفت استقالته بالدراماتيكية بعد أن رأى أن الرئيس على الرغم من وعده بقبول النقاط الست استمر بقتل شعبه بينما المعارضة لم تبد استعدادها لانتقال سلمي يكون للرئيس الأسد دور فيه الأخضر الإبراهيميفي 17 أغسطس آب 2012 عين الأخضر الإبراهيمي مبعوثا خاصا باسم جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بعد استقالة كوفي عنان كان في شبابه عضوا في جبهة التحرير الوطني الجزائرية ومثلها في مؤتمر باندونغ عام 1955 شغل منصب وزير خارجية الجزائر وله تجربة دبلوماسية طويلة ساعدته في معالجة العديد من النزاعات نجح في حل بعضها وفشل في أخرى كان يدرك منذ بداية تكليفه صعوبة حل الأزمة السورية لأنه الوحيد من بين المبعوثين الدوليين الذي يعرف الداخل السوري حيث كان أمين عام اللجنة الثلاثية الخاصة بالوجود السوري في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي فضلا عن تسلمه الأمانة العامة للجنة الثلاثية التي تشكلت من المغرب والجزائر الخاصة بلبنان في نهاية الثمانينيات حاول الإبراهيمي خلال مهمته أن يوسع اتصالاته بالسوريين وبي شخصيا وفضل أن يستشير الرئيس بشار الأسد قبل اللقاء بي لأنني كنت آنذاك معتكفا في منزلي بسبب موقفي ولكن طلبه جوبه بالرفض من الرئيس نفسه استغرب الإبراهيمي هذا الموقف ورأى أن استشارة الرئيس لم تكن في محلها لأن ذلك يعني فشل مهمته المبكر فطلب مني عبر الهاتف أن أرسل مبعوثا لإطلاعه على التفاصيل كلفت الدكتور توفيق سلوم مدير الشؤون السياسية أن يجتمع مع مساعده مختار اليماني ليضعه بصورة لقاء الإبراهيمي مع الرئيس الأسد نقل لي سلوم مضمون لقاء الإبراهيمي مع الرئيس وأن الإبراهيمي لم يكن مرتاحا للنتيجة التي تعني أنه إذا كان الرئيس غير موافق على اجتماعه بفاروق الشرع الذي اختاره الرئيس الأسد نائبا له فكيف سيكون في إمكان الإبراهيمي العمل مع الشخصيات السورية الأخرى لم يتبق سوى احتمالات بعيدة جدا لحل دولي وإن جرى ستتم فيه التضحية بسورية بسبب تناقضات الدول الأجنبية المتورطة قررت آنذاك عدم الذهاب إلى مكتبي والجلوس في المنزل فلا آذان صاغية ولا النصيحة باتت تجدي حديثي إلى صحيفة الأخبارأدليت بحديث صحافي مع إبراهيم الأمين رئيس تحرير صحيفة الأخبار اللبنانية نشر في 17 ديسمبر كانون الأول 2012 لتوضيح موقفي للرأي العام ومحاولة لقطع الطريق على الإشاعات التي أخذت تتزايد يوما بعد يوم بحديثها إما عن انشقاقي أو عزلي أو خروجي من البلاد تحدثت بصراحة وأوضحت حقيقة موقفي الذي كان يبدو غامضا خارج القيادة وشرحت وضع سورية على نحو عام من وجهة نظري قلت في بداية المقابلة إن السلطة كانت تتوسل في بداية الأحداث رؤية مسلح واحد أو قناص الآن هي تشكو كثرة المجموعات المسلحة وإن توفير الأمن واجب لكن يختلف عن الحل الأمني للأزمة تساءلت هل يحق لأي كان أن يدخل الوطن بعنق زجاجة لا يخرج منها إلا بكسره صارحت الرأي العام بأن الخط البياني للأحداث يأخذك إلى مكان غير مريح تسير فيه الأمور فعلا من سيئ إلى أسوأ أقررت بعمق الكارثة السورية كل يوم يمر يبتعد الحل نحن يجب أن نكون في موقع الدفاع عن وجود سورية وليس في معركة وجود فرد أو نظام وأوضحت مسؤولية رأس الدولة عما يجري قائلا هو لا يخفي رغبته بحسم الأمور عسكريا بينما يعتقد الكثيرون أن لا بديل عن الحل السياسي ولا عودة إلى الوراء في إشارة إلى رغبة الرئيس المستحيلة في الإبقاء على شكل السلطة الحالي من دون أي تغيير وإن فقدان الثقة بين هذين الطرفين نظام الحكم والمعارضة وبالتالي استحالة جمعهما في حوار مباشر سيفضي إلى تدمير وتفكيك مستمرين لا يستفيد منهما في هذه المرحلة إلا الاحتلال الإسرائيلي اتصل بي إبراهيم الأمين بعد عدة أيام من نشر مقابلة لي في الأخبار ليبلغني أن أعداد صحيفته منعت من دخول سورية وفيما بعد عرفت أنه منع هو شخصيا من دخول سورية فترة توقعت أن الشعب لن يقبل بتدخل الجيوش الأجنبية على أراضيه وستكون هناك مقاومة وأخيرا دعوت إلى أن الحل يجب أن يكون سوريا من خلال تسوية تاريخية على قاعدة وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات واسعة أخذت في الحسبان كل الاحتمالات السيئة بعد حديثي الصحافي لأن الحزب الحاكم لا يؤمن بحرية التعبير صحيح أنني لم أفكر بالانشقاق ليس لأنني أحب بلدي أكثر من الذين يموتون من أجله وإنما ليقيني بأن الدول التي يمكن أن أنشق إليها لن تجعل سورية أفضل حالا أثارت المقابلة ردودا كثيرة من المعارضة والسلطة اعتبر بعض المعارضة أنه لا يمكن لأحد أن يصرح بمثل مضمون كهذا ما لم يكن الموضوع متفقا عليه وهو دليل ضعف السلطة وأنها زائلة خلال أيام أما الطرف الموالي فوصل إلى حد التلميح إلى أن موقفي من حل الأزمة يقترب من الخيانة وكان أبرز توضيح للموقف الرسمي مما جاء في المقابلة ما ورد رسميا في تصريح لوزير الإعلام عمران الزعبي بعد جلسة في مجلس الوزراء هاجمني فيها بأن تصريحاتي ليست إلا رأي من آراء 23 مليون سوري لقد قررت أن أقول ما قلته مهما كانت العواقب لأضع الجميع أمام مسؤولياتهم في إنقاذ سورية من مخاطر مصيرية كنت أراها بوضوح اتصل بي إبراهيم الأمين بعد عدة أيام من نشر المقابلة ليبلغني أن أعداد صحيفته منعت من دخول سورية وفيما بعد عرفت أنه منع هو شخصيا من دخول سورية فترة العزل والعزلةفي بدايات 2013 كنت أدرك أن الخيار العسكري سائر حتى النهاية حتى تدمير البلد وأن الحوار السوري السوري جرى اغتياله والحوار السوري العربي أفشل فلم يتبق سوى احتمالات بعيدة جدا لحل دولي وإن جرى ستتم فيه التضحية بسورية بسبب تناقضات الدول الأجنبية المتورطة قررت آنذاك عدم الذهاب إلى مكتبي والجلوس في المنزل فلا آذان صاغية ولا النصيحة باتت تجدي تلقيت عدة اتصالات لتغيير موقفي بما فيها زيارة هيثم سطايحي عضو القيادة القطرية الذي على الأغلب قام بها بعد استشارة رئيس الجمهورية أو بتوجيه منه ولفهم ما أفكر فيه أبلغته أنه عندما يرتئي الرئيس إعادة عجلة الحوار السوري السوري ويزودني أو غيري بصلاحيات حقيقية لإنجاحه فسوف أكون موجودا فقط حينها أتذكر زيارات عدد من الرفاق بعد قراري الانقطاع عن الدوام في مكتبي زارني بعضهم أكثر من مرة لإقناعي بالعودة لكنني لم أغير من قناعاتي لا لتعنت في موقفي وإنما لأن الحل المتبع أدخل البلاد في مأزق لا يمكن الخروج منه إلا عبر سلسلة من الإصلاحات المرفوضة من سلطة خفية لا ترى وجوه أعضائها في أي اجتماع حكومي أو حزبي لكنهم يتصرفون بمقدرات الحزب الحاكم والدولة كأنهم ورثتها الحصريون كل الذين زاروني لإقناعي بالعودة إلى مزاولة عملي في مكتبي لم يكونوا بطبيعة الحال أعضاء في الحكومة الخفية كان من بينهم الدكتور محسن بلال وكذلك ممن يحتلون مناصب رسمية عليا كاللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني الذي زارني في منزلي لإقناعي بالعودة والدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية التي أبلغتني على الهاتف أنها ترغب في زيارتي في مكتبي لكن الخيار الذي اتخذته كان لا رجعة عنه لم أفكر بالانشقاق ليقيني بأن الدول التي يمكن أن أنشق إليها لن تجعل سورية أفضل حالا أبلغت كل من تواصلوا معي بأنه إذا كان الرئيس جادا في قبول الحل السياسي فما عليه إلا أن يصدر قرارا معلنا بإعادة تشكيل هيئة الحوار الوطني وبالأسماء التي يريدها لأن قبولي بغير ذلك لا يضع أية ضمانات للحيلولة دون تحكم أعضاء السلطة الخفية بمسار الأحداث بل ستعتبر عودتي مصادقة حينها على قرارات لم أكن طرفا فيها لم يكن الرئيس يقيم وزنا لأي عمل سياسي يمكن أن يرى السوريون فيه بديلا من الطريق العسكري حتى لو اخترع في مقابلاته مقولة إن الحل السياسي سيكون موازيا للحل العسكري ففي العلوم الخطان المتوازيان لا يلتقيان كان استمرار وجودي في الحكم فترة أطول وغير محددة بحل سياسي واقعي سيعني موافقتي على هذا النهج المدمر للبشر والحجر فضلا عن أنه يمنح قتل السوريين نوعا من التبرير الجماعي في الداخل السوري إذا سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق قال علي بن أبي طالب هذه الحكمة البليغة التي تصلح لكل الأوقات والأزمان منذ ألف وأربعمئة عام