متابعات| تقرير*:
تنشغل وسائل الإعلام الخليجية، ولا سيما السعودية والإماراتية، بالبحث عن تفسيرات حقيقية لالتزام الولايات المتحدة الصمت إزاء الضربات التي تتعرّض لها السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، في الوقت نفسه الذي تقلّل فيه من قيمة تلك الضربات، وتشكّك في جدواها، رغم الخسائر المادية والمعنوية المعلَنة التي لحقت بالعدو، من جرّاء تغيير سفنه مساراتها، واضطرارها لسلوك طرق بعيدة. وإذ يَظهر الجانب الإسرائيلي عاجزاً عن مواجهة حركة «أنصار الله»، فقد اعترفت نُخبه بعدم قدرة جيش الاحتلال على فتح جبهة عسكرية جديدة مع اليمن. وهذا ما ذهب إليه محلّل الشؤون العسكرية في «القناة 13»، ألون بن دافيد، حين قال إن «إسرائيل لا تستطيع التعامل مع الجبهة اليمنية التي تقع على مسافة بعيدة، وتتطلّب تخصيص موارد كبيرة تحتاج إليها إسرائيل في المواجهة الحالية مع قطاع غزة». ولذلك، ترَك الكيان أمر التصرّف في شأن حماية سفنه وكل مصالحه البحرية، للقوات الأميركية.لكن رغم مشاركة القطع البحرية الأميركية في حماية السفن والناقلات الإسرائيلية، واتّباع هذه الأخيرة عمليات تضليل متعدّدة، إلّا أنّ القوات البحرية اليمنية لا تزال تتمكّن من تحديد مواقع السفن الإسرائيلية، وهو ما يثير حيرة مراقبين وخبراء.
وفي هذا الإطار، تحدّثت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن قلق مُلّاك السفن من تلك القدرات المتوافرة لدى صنعاء، فيما لفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الهجمات التي تشنّها «أنصار الله» ستتسبّب في أضرار اقتصادية جسيمة للغرب، ناقلةً مطالبة مسؤولين إسرائيليين، الغرب، بالتدخل «لأن العالم سيخسر الكثير من المال». أما خليجياً، فترفض العقلية السائدة إلى الآن الاعتراف بالحقائق التي فرضتها العمليات البحرية اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب، وتصرّ على إنكارها بما يتلاءم مع سياسات أصحابها، والتي لا تزال ترفض الاعتراف بقوة اليمن، رغم التغييرات الكبيرة في خارطة المنطقة. وإذ تحاول دول الخليج، بذلك، الهرب من الواقع المرير المتمثّل في نشوء منافس جدّي لها على الجانب الجنوبي من الجزيرة العربية، خشية أن يشكّل