سعيدة نغزة سيدة أعمال جزائرية في قلب المناكفات السياسية

31 مشاهدة
انشغل الوسط السياسي والاقتصادي في الجزائر خلال الأسبوعين الماضيين بسيدة الأعمال الجزائرية سعيدة نغزة بعدما وجهت رسالة جريئة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كسرت فيها حاجز الصمت وأحدثت هزة في البلاد مجددة الحديث عن صراع أجنحة السلطة الجزائرية أتحمل المسؤولية عن كل كلام أقوله حتى لو كلفني السجن أو الاغتيال كان هذا تصريح لسيدة الأعمال الجزائرية ورئيسة كونفدرالية المؤسسات التي تمثل أرباب العمل ورجال الأعمال وأدلت به في إبريل نيسان 2022 ويبرز التصريح السابق انحياز نغزة إلى خيار الصدام مع جزء من السلطة في الظروف التي تجد فيها نفسها مضطرة إلى ذلك على الرغم من أن الصدام ليس خيارا مفضلا في الغالب لرجال المال والأعمال الذين يلجأون عادة إلى الجبن والمداهنة حماية لمشاريعهم وللنجاة من سيف السلطة وتبدي نغزة في بعض الأوقات قدرا من الشجاعة لقول ما يتجنب الآخرون قوله ولكن ذلك لا يمكن تفسيره فقط بالجرأة حيث إنها لا تنكر علاقاتها مع رجال في السلطة والجيش وتكاد تكون نغزة أكثر سيدات الأعمال على قلتهن بروزا في المشهد والمجتمع الاقتصادي الجزائري وهو مجتمع لم يطبع بعد مع الحضور الاقتصادي للمرأة ولسبب ما يبرز صوت نغزة وتخرج عن العزف الجماعي في لحظة يعتقد فيها البعض أن كل شيء على ما يرام في العاشر من سبتمبر أيلول 2023 كشف النقاب عن رسالة وجهتها نغزة بصفتها رئيسة كونفدرالية المؤسسات الاقتصادية هيئة تجمع رجال الأعمال والمشاريع إلى تبون وكشفت فيها وجود مشاكل عميقة في إدارة القطاع الاقتصادي والبيروقراطية وتعرض رجال أعمال لضغوط كبيرة من قبل لجنة وزارية للتقييم الضريبي وتحمل الرسالة انتقادات حادة لسياسات الحكومة وترسم صورة مغايرة تماما للواقع الاقتصادي عن الصورة الرسمية ولا تعتبر نغزة معارضة سياسية حيث شاركت في 19 أغسطس آب الماضي في مبادرة التلاحم التي نظمتها كتلة الموالاة لدعم تبون وسياساته قبل أن تفاجئ الجميع وتحدث رجة سياسية برسالتها الأخيرة وعلى الرغم من الرد الحاد الذي تلقته نغزة من السلطات في تقرير لوكالة الأنباء الجزائرية إلا أن اللافت أن رسالتها حققت النتائج المطلوبة حيث بادر تبون إلى لقاء هيئة رجال الأعمال مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري وقرر إلغاء لجنة التقييم الضريبي وأعاد هذا الموقف تكريس صورة نغزة كسيدة أعمال مثيرة للجدل في مواقفها وفي جرأتها التي لا تخلو من حسابات ودوافع متعددة واتخاذها لمواقف معاكسة في لحظات بالغة الصعوبة ومن أبرز هذه المواقف ما حدث في بداية يوليو تموز 2017 عندما استدعيت نغزة من قبل جهات في الحكومة لحضور اجتماع لهيئات رجال الأعمال والنقابات العمالية الموالية للسلطة بغرض التوقيع على بيان موجه إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان مغيبا تماما بسبب مرضه لدعوته إلى إقالة عبد المجيد تبون الذي كان استلم رئاسة الحكومة قبل شهر فقط وكان تبون دخل في خلاف حاد مع منتدى المؤسسات وهو هيئة لرجال الأعمال والذراع المالية لمحيط الرئيس بوتفليقة يرأسه علي حداد ويسيطرعليه شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة لكن نغزة التي كانت في صراع مع الهيئة رفضت ذلك برغم تهديدات طاولتها من مدير الديوان الرئاسي أحمد أويحيى وعشية ذلك الاجتماع تحولت تلك التهديدات إلى واقع إذ دفعت السلطات القضاء إلى إدانة نغزة والحكم عليها بالسجن لمدة عامين في قضية خلاف مالي مع شريك ومستثمر إسباني ووجهت إليها تهمة الاستيلاء على أموال خاصة لكن نغزة لم تتراجع عن موقفها وهاجمت بشدة عبر وسائل الإعلام منتدى المؤسسات ومحيطه السياسي وظل موقف نغزة الرافض لتوقيع لائحة ضد تبون في 2017 يحسب لها وساهم في إعادة تطبيع علاقتها مع الرئاسة بعد اعتلاء تبون سدة الحكم نهاية عام 2019 إذ كانت نغزة ضمن رؤساء هيئات رجال الأعمال والمؤسسات التي استقبلها تبون في سياق مشاوراته حول القضايا الاقتصادية وربما كان ذلك هو ما أبعد نغزة عن الجدل والملاحقات القضائية التي طاولت عددا كبيرا من رجال الأعمال من محيط الرئيس بوتفليقة خلال وفي أعقاب الحراك الشعبي لكن ورغم علاقتها التي بدت جيدة مع تبون ودعمها لسياساته الاقتصادية الجديدة خاصة ما يتعلق بدعمه للقطاع الخاص والاستثمارات الخاصة عادت نغزة منذ إبريل نيسان 2022 إلى مواقفها المتمردة حيث انفجرت بغضب كبير عندما دفعت السلطة رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية لإنشاء مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري كذراع للحكومة التي منحتها الترخيص القانوني سريعا وحذرت من أن السلطة بصدد تكرار صناعة هيئة لرجال الأعمال حول السلطة بنفس القدر الذي كان في العهد السابق وقالت حينها إنها لا تعترض على تأسيس هيئات جديدة لرجال الأعمال لكنها ستقف ضد أي مساع لخلق عصابة جديدة واتهمت رئيس المجلس الجديد لأرباب العمل كمال مولى بأنه كان ضمن ما تصفه بالعصابة التي نهبت المال في العهد السابق واستنكرت محاولات الحكومة تجاهل الهيئة التي ترأسها الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية وتدير نغزة مجموعة شركات خاصة أنشأتها عام 1999 تعمل في مجال الإنشاءات والبناء والهياكل الفولاذية والسيراميك كما توسع نشاطها إلى الاستيراد والتصدير وتكنولوجيا المعلومات كما تدير استثمارات لها في غرب أفريقيا وخاصة في السنغال وتستفيد نغزة بشكل لافت من كونها أكثر رجال الأعمال الجزائريين حضورا في المنتديات الاقتصادية في الخارج وخاصة في غرب أفريقيا وتعد هيئة أرباب العمل التي تترأسها الأكثر تمثيلا للمستثمرين الجزائريين في الفعاليات الاقتصادية في الخارج وفي تسجيلها الصوتي المسرب الذي أرسلته إلى مدير وكالة الأنباء الجزائرية سمير قايد ردا على تقرير الوكالة الموجه ضدها لا تنكر نغزة علاقاتها النافذة مع من تصفهم بـأصحاب القبعة وتقصد بهم العسكر والمؤسسة الأمنية الأمر الذي كان معروفا في الوسط السياسي ومجتمع رجال المال والأعمال وتلك حقيقة جزائرية ملازمة لكل المراحل السياسية في البلاد

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح