الوطن العدنية/حسن الكنزلي
ثمة من يتساءل عن بذور جوز الهند؛ يريد زراعتها؛ كونه يبتاع الثمرة، ويستمتع بشرب سائلها وأكل لبها، ولا يجد فيها أثرا لبذورها، فيظن أنها تتكاثر بطرق أخرى غير الإبذار كالخلفات -مثلا-.والحقيقة أننا حين نبتاع ثمرة جوز الهند، وتكون الثمرة في يدنا؛ يمكن زراعتها بأسهل مما يتصور! هي فقط عملية دفن في التربة وري بالماء، فتنبت بإذن الله، لا أكثر! غير أن الدفن قد يحتاج حفرا أكثر؛ ذلك أن الثمرة بكاملها تدفن؛ فالثمرة بكاملها هي البذرة! وهذا ما نجهله! وهي بهذا ربما تكون أكبر بذرة معروفة لدينا!
ورغم بساطة زراعتها إلا أنها مكلفة؛ نظرا لارتفاع أسعار الثمار والذي يعود إلى ندرتها في السوق، وغالبا لا يتم الحصول عليها؛ إلا في السوبر ماركات الراقية والمولات الفخمة.
شجرة جوز الهند جميلة! تصلح للزينة والاستفادة، وتحتاج مساحة بسيطة لمن أراد زراعتها منزليا.
وهي تنمو في المناطق الاستوائية، التي تتميز بالمناخ الحار والرطب.
وتعد نبتة اقتصادية لدى بعض الدول؛ نظرا؛ لما تنتجه من زيت، يستخدم في عدة تطبيقات في الحياة. وثمارها غنية بالعناصر الغذائية المهمة، التي تعزز صحة القلب والجهاز المناعي، وتحسن صحة الجهاز الهضمي وترطب الجسم. وتستخدم ثمارها في صنع العديد من الأطعمة والمشروبات اللذيذة، ويستخدم زيتها في الطهي والخبز والحلويات، ويعد بديلاً صحيًا للزيوت الأخرى.
كما يمكن تحويل أجزاء مختلفة من النبات إلى أسمدة عضوية طبيعية، بعد استخدام أجزاء مختلفة من النبات.
وإذا كان ثمة توجه لتبني زراعته كمحصول اقتصادي فإنه بإذن الله إذا تم تبني صناعة الزيت فلن يستبعد أبدا أن يغني البلاد عن استيراد الزيوت؛ بل ربما يتعدى الإكتفاء الذاتي إلى التصدير، فكيف إذا تم تبني ذلك إلى جانب دوار الشمس الذي ثبت صلاحية زراعته بنجاح في البلاد، ومنها تجارب تمت في محافظتي أبين والحديدة.
لا شك أن الفكرة تتلقى القبول نظريا؛ لكنها ستبقى فارغة المعنى حتى تتجسد عمليا.
والله تعالى أعلم!
ودمتم سالمين!