أبرز المخاوف اليمنية اليوم تخلي المجتمع الدولي عنهم بعدما تحولت قضيتهم إلى ما يشبه المشكلة الهامشية، وسعي الحوثيين وإيران وبعض الجهات لإفراغ شحنتها من محتواها المقاوم.
حال من الترقب انتظرها اليمنيون في ختام القمة الخليجية-الأميركية الاستثنائية، التي انعقدت داخل العاصمة السعودية الرياض اليوم الأربعاء، انتظاراً لما ستطرحه في شأن القضية اليمنية الدامية التي حضرت على نحو عابر ضمن حزمة الملفات الحيوية والاستراتيجية، التي كانت محل اهتمام مشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، وفي طليعتها الملف الأمني والتدخلات الإيرانية في المنطقة.
ومع جملة التطورات التي شهدتها المنطقة العربية في إطار الفعل الشعبي المقاوم للقوى التابعة للمحور الإيراني المعزز بالموقف الإقليمي والدولي منها، احتل الوضع الأمني والسياسي الإقليمي صدارة جدول أعمال القمة نظراً إلى سلسلة التحديات والتوترات المتصاعدة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط.
وناقش القادة سبل تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وتنسيق الجهود لمواجهة التهديدات المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتطرف والتعامل مع النزاعات الإقليمية المعلقة، وضمان أمن الممرات المائية وحركة التجارة العالمية وبخاصة التهديدات الحوثية للملاحة الدولية.
هل هناك دفع لتسوية؟
مع غياب التمثيل السياسي بعكس الملف السوري الشبيه في ظروفه والمتنافر في فاعلية أصحابه، حضرت الأزمة اليمنية بتشديد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أهمية التوصل إلى حل شامل لها، مؤكداً دعم السعودية الكامل لهذا المسار.
ويشير ذلك إلى احتمالية العودة للحديث عن مفاوضات الحل السياسي وربما خريطة الطريق التي كانت مطروحة قبل أحداث غزة والبحر الأحمر، وإن بصيغ جديدة خلال وقت انتظر اليمنيون تصريحات من القمة تشير في مضمونها إلى الطرف المعرقل لكل دعوات السلام والحل السياسي في جولات تفاوض سابقة، وتعنت ميليشيات اليمن تجاه كل دعوات السلام قبل حال الانكسار المتتابع للأذرع الإيرانية داخل المنطقة، وفي مقدمها الحوثيون الذين باتوا في أضعف حالاتهم.
ومع عودة الحديث الأممي عن رؤية تدفع بالعودة إلى مفاوضات الحل السياسي، وهو ما يخشى اليمنيون أن يؤدي إلى ما يمكن وصفه بتبريد الأزمة والتخلي عن مشروع استعادة الدولة من قبضة