هل تكلم التابع في رأيت رام الله
30 مشاهدة
الوطن المنفى السياسة الاستعمار العائلة الترحيل الموت شجرة التين المأساة الملهاة هي مفردات ومفاهيم وغيرها الكثير مما استحضره الكاتب والشاعر مريد البرغوثي بواقعية بحتة داخل تجربته النثرية ولا أعني هنا بالواقعية تلك المنافية للخيال بل منافية للغلو في الوصف سواء في أسطرة البطولة أو مسكنة التابع وعلى سبيل ذكر رأيت رام الله للبرغوثي على أنها تجربة نثرية تذكر الإشكالات المطروحة حول كونها سيرة ذاتية أو مكانية أو اعترافات وحتى رواية ورغم هذه الإشكالات لا بد من الاتفاق على أنها تجربة وجودية تكلمها تابع وفي ضوء استحضاري لمصطلح التابع subaltern العائد إلى الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي سأبدأ بتفكيك ما ذكرته أعلاه تكلمها تابع فتوظيفي لمصطلح التابع مقتبس من أحد أشهر البحوث العالمية المدرجة ضمن دراسات التابع ومن خلال كتاب هل يستطيع التابع أن يتكلم للناقدة جاياتري سبيفاك التي تطرح في كتابها هذا إشكالا رائجا ضمن دراسات التابع والتابع الذي أقصد إسقاطه على الكاتب السارد في هذا المؤلف هو المستعمر ولكني رغم هذا الإسقاط لا أجزم بالتطابق التام بين مريد والتابع المدرج ضمن دراسة سبيفاك سابقة الذكر كما التطابق الذي عملته ذات التلفظ في هذا المؤلف مع الكاتب والسارد والشخصية في آن واحد لا يزال التابع مهمش الصوت في مؤتمرات الاستعمار منعدم الشكوى إلى غير التابعين وأما بما يتعلق بإسقاطي لصورة التابع المستعمر على نص مريد البرغوثي فقرينة ذلك عدد من المشاهد المكررة عند معظم التابعين المستعمرين وفي وسعي أن أجمعها في مشهد واحد أقرب لرواية متكاملة العناصر المكان منفى الزمان مؤقت الشخصيات مستعمر ومستعمر العقدة الاستعمار الحل انتقال التابع من التكلم على مستوى الخطاب الأدبي إلى التكلم على مستوى الخطاب السياسي وعلى صعيد الخطابين المذكورين أعلاه أستطيع الانتقال إلى تعليل توظيفي للفعل تكلمها فالتابع هنا وعلى مستوى الخطاب الأدبي يتكلم هو إلى بعدما كان يتكلم عنه وهذا الانتقال لم يصل إلى الخطاب السياسي بعد فلا يزال التابع مهمش الصوت في مؤتمرات الاستعمار منعدم الشكوى إلى غير التابعين كما أوضح مريد في سطوره الآتية نطلب خطوة من رئيس وزرائهم فيرفض نحرد ونغادر الجلسة ونشكو أمرنا لزوجاتنا ولبعض الصحفيين المشهد الواقعي المتمثل بهذه السطور أقوى من جعل المتلقي يقرأ بل يحيله إلى معايشة التفاصيل كما جرى في أكثر من موضع داخل المؤلف فقد بكينا لموت منيف وضحكنا تارة على تميم وتحمسنا لنشر القصيدة الأولى ورقصنا لظلال الوحدة واعتصمنا أمام خطابات السلام ونعيش على احتمالية تكلم التابع على مستوى الخطاب السياسي