ترامب يأمر بخفض أسعار الفائدة فورا هل يرضخ باول هذه المرة

26 مشاهدة
في خضم التوترات الاقتصادية والتجارية التي تشهدها الولايات المتحدة يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطالبه المتكررة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي البنك المركزي الأميركي بخفض أسعار الفائدة ويعبر ترامب عن استيائه من موقف رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الذي يرفض الاستجابة لهذه المطالب مما يثير تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي وتأثير الضغوط السياسية على قراراته وأمس السبت طالب ترامب مجددا باول بخفض أسعار الفائدة فورا وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يتفق الجميع تقريبا على ضرورة أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عاجلا وليس آجلا وأضاف باول الرجل المعروف بتأخره للغاية ربما يفسد الأمر مجددا لكن من يدري منذ بداية عام 2025 كرر ترامب دعواته لخفض أسعار الفائدة في عدة مناسبات مشيرا إلى أن الأسعار في مجالات مثل الطاقة والسلع الغذائية قد انخفضت مما يبرر برأيه تخفيض الفائدة وفي منشور على منصة تروث سوشيال قال ترامب لا يوجد تضخم وأسعار البنزين والطاقة والبقالة وكل شيء تقريبا انخفضت يجب على الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة كما فعلت أوروبا والصين وعبر ترامب عن إحباطه من عدم اتخاذ إجراءات سريعة لتحفيز الاقتصاد وفي تصريحات أخرى أشار ترامب إلى أنه قد يتصل بباول للضغط عليه قائلا لم أتصل به لكني أعتقد أنه يرتكب خطأ بعدم خفض أسعار الفائدة وفي 7 مايو أيار أبقى الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير لكنه حذر من تزايد مخاطر ارتفاع التضخم والبطالة مما زاد من غموض التوقعات الاقتصادية في ظل مواجهة البنك تأثير سياسات الرسوم الجمركية التي تنتهجها إدارة ترامب ووافق مسؤولو لجنة السوق المفتوحة بالبنك المركزي بالإجماع على تثبيت سعر الفائدة عند نطاق 4 25 و4 50 وقال البنك في بيان إن الاقتصاد واصل النمو بوتيرة قوية وعزا انخفاض الناتج في الربع الأول إلى الواردات القياسية مع اندفاع الشركات والأسر إلى استباق فرض ضرائب استيراد جديدة وقالت لجنة السوق المفتوحة التي ترسم سياسات الفيدرالي إن سوق العمل ظلت صلبة وإن التضخم لا يزال مرتفعا إلى حد ما مكررة الصيغة المستخدمة في بيانها السابق لكن البيان الأخير سلط الضوء على المخاطر النامية التي قد تضع مجلس الاحتياطي أمام خيارات صعبة في الأشهر المقبلة وقالت اللجنة في ختام اجتماعها الذي استمر يومين زادت الضبابية بشأن التوقعات الاقتصادية وفي حديثه خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع اللجنة قال باول على الرغم من حالة عدم اليقين المتزايدة فإن الاقتصاد لا يزال في وضع قوي وأشار إلى أن سياسة مجلس الاحتياطي يتعين أن تكون مرنة وقال نعتقد أن الموقف الحالي للسياسة النقدية يجعلنا في وضع جيد للاستجابة في الوقت المناسب للتطورات الاقتصادية المحتملة لماذا يرفض باول خفض أسعار الفائدة رغم ضغوط ترامب ورغم الضغوط المتزايدة يصر جيروم باول على استقلالية البنك المركزي وضرورة اتخاذ قرارات مبنية على البيانات الاقتصادية وليس الضغوط السياسية وقال في مؤتمر صحافي مؤخرا إن تعليقات الرئيس ترامب لن تؤثر على قراراتنا بشأن أسعار الفائدة وأشار إلى أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قويا وأن معدلات التضخم رغم انخفاضها مؤخرا إلى 2 3 لا تزال فوق الهدف المحدد عند 2 كما أعرب عن قلقه من أن السياسات التجارية مثل فرض الرسوم الجمركية قد تضيف ضغوطا تضخمية في المستقبل وتثير محاولات ترامب للتأثير على قرارات الاحتياطي الفيدرالي قلقا بين المستثمرين والمحللين الذين يرون أن استقلالية البنك المركزي ضرورية للحفاظ على استقرار الأسواق وأشار لورين غودوين كبير استراتيجيي السوق في نيويورك لايف إنفستمنتس إلى أن الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لا يهدئ الأسواق بل يخيفها بحسب أسوشييتد برس كما حذر بعض الاقتصاديين من أن التدخل السياسي في سياسات البنك المركزي قد يؤدي إلى فقدان الثقة في الاقتصاد الأميركي مما قد يرفع تكاليف الاقتراض ويضعف الدولار وأكدت أحدث البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأميركي أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد أحرز تقدما كبيرا في السيطرة على التضخم حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك CPI بنسبة 2 3 خلال العام الماضي وبلغ معدل النمو السنوي خلال الأشهر الثلاثة الماضية 1 6 فقط وعلى الرغم من هذا التقدم حافظ الفيدرالي في الاجتماعات الثلاثة الأخيرة للسياسة النقدية على معدل الفائدة في نطاق 4 25 إلى 4 50 مؤكدا التزامه باتباع نهج يعتمد على البيانات الاقتصادية وليس على الضغوط السياسية ويرجح محللون أن يبقى الفيدرالي حاليا في وضع الانتظار بانتظار مزيد من الوضوح بشأن تداعيات الحرب التجارية التي قادها ترامب قبل التوصل إلى هدنة تجارية مع الصين لمدة 90 يوما ودخلت حيز التنفيذ اعتبارا من الأربعاء الماضي وبموجبها ستنخفض الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين من 145 إلى 30 حيث ستهبط الرسوم الأساسية إلى 10 من 125 وستظل الرسوم الجمركية المنفصلة البالغة 20 والتي فرضها ترامب بسبب ما وصفه بدور الصين في تجارة الفنتانيل قائمة في المقابل ستخفض بكين الرسوم الجمركية الانتقامية على السلع الأميركية من 125 إلى 10 وصرحت الولايات المتحدة بأن التخفيضات ستستمر 90 يوما ريثما يبدأ الجانبان محادثات إضافية هل سيرضخ باول لضغوط ترامب هذه المرة تسلط المواجهة بين ترامب والاحتياطي الفيدرالي الضوء على التحديات التي تواجه الاقتصاد الأميركي في ظل التوترات التجارية والضغوط السياسية بينما يطالب الرئيس بخفض أسعار الفائدة لتحفيز النمو يصر البنك المركزي على استقلاليته وضرورة اتخاذ قرارات مبنية على البيانات الاقتصادية وفي هذا السياق ستراقب الأسواق عن كثب أي إشارات إلى تغيير محتمل في السياسة النقدية خلال اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة خاصة الاجتماع المقرر في يونيو حزيران 2025 وحتى الآن لم يظهر باول أي نية للاستجابة المباشرة لمطالب ترامب المتكررة بخفض أسعار الفائدة وأوضح باول في تصريحات سابقة أن قرارات الفيدرالي تستند إلى تقييم دقيق للبيانات الاقتصادية مشيرا إلى أن التضخم لا يزال فوق الهدف المحدد عند 2 وأن سوق العمل لا يظهر علامات ضعف تستدعي خفض الفائدة كما حذر من أن السياسات التجارية مثل فرض الرسوم الجمركية قد تضيف ضغوطا تضخمية في المستقبل ومع ذلك يتوقع بعض المحللين أن يقدم الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة إذا أظهرت البيانات الاقتصادية تباطؤا في النمو أو ارتفاعا في معدلات البطالة على سبيل المثال خفض غولدمان ساكس توقعاته لاحتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة إلى 35 مشيرا إلى تحسن في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مما قد يمهد الطريق لخفض الفائدة في وقت لاحق من هذا العام وبالتالي بينما يواصل ترامب ضغوطه العلنية على الفيدرالي يظهر باول تمسكه باستقلالية البنك المركزي ورفضه اتخاذ قرارات تحت وطأة الضغوط السياسية ما هي توقعات الأسواق لقرار الفيدرالي قبل الاجتماع الأخير للفيدرالي كانت الأسواق تتوقع خفض الفائدة في يوليو تموز 2025 حيث أظهرت بيانات مجموعة CME أكبر سوق للمشتقات المالية في العالم أن هناك احتمالا بنسبة 77 7 أن يكون سعر الفائدة عند أو أقل من 4 25 بعد اجتماع يوليو تموز لكن بعد تصريحات باول انخفضت هذه النسبة إلى 36 8 وفي المقابل من المرجح أن يبدأ الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر أيلول 2025 حيث تشير بيانات مجموعة CME إلى أن هناك احتمالا بنسبة 74 5 بأن يتم خفض الفائدة بعد اجتماع سبتمبر أيلول وفي مارس آذار الماضي توقع متوسط أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة FOMC أن تنخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام 2025 ووفقا لتوقعات CME هناك احتمال بنسبة 22 8 أن تنخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر كانون الأول المقبل وهناك احتمال بنسبة 38 أن تنخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس وهناك احتمال بنسبة 26 7 أن تنخفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس وإجمالا تظهر الأسواق احتمالا بنسبة 72 3 أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس على الأقل بحلول نهاية 2025 وستعتمد قرارات الفيدرالي بشكل أساسي على البيانات الاقتصادية الواردة مثل معدلات التضخم البطالة والنمو الاقتصادي وإذا استمر التضخم في الانخفاض دون التأثير على توقعات التضخم طويلة الأجل قد يقدم الفيدرالي على خفض الفائدة لكن إذا أدت الرسوم الجمركية إلى ارتفاع مستدام في الأسعار فقد يفضل الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير لحماية الاستقرار السعري

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح