تُلهمني شخصيّة صديقي أخي بوسرور، عرفتهُ أذكى مسؤول في إدارة التحالف بقوّة الواجب الإماراتي، ذكاء ينبع من جوهر الشخصيّة، قبل أن يكون مسؤولًا واعيًا مكتسبًا وطافيًا في الذهن، حينما كان في قيادة قوّة الواجب الإماراتية بعدن، كانت القيادات اليمنية شمالية و جنوبية يقولون عليه بلهجة اليمنية: بوسرور جني قوي يفهمك من خلال النظر إليكَ، غير أنّي وجدت خصائص في شخصيته لم أرى أثرًا لأي ضابطٌ إماراتيًا يشبههُ إلا الأخ بوعمر والذي سوف أتفرد به بمقال أخرٌ لسرده.
ليس هذا فحسب بل يكاد الأخ بوسرور يكون تجسيداً للروح العسكرية الأمنية، للطباع العالية، يملك عقلٌ متوازن في محيط وظرف فائض بالأختلال.
أتساءل دوًما: من الذي زرع في داخلة تلك الطاقة الحادة والعمل دونما يكل أو يمل، لا أخفي بقول الحقيقة من خلال عملنا المشترك مع الأشقاء الإماراتيين، كثيرًا ما كنتُ أنفر من بعض الأشخاص الضباط العاملين في مجال عملهم، لشخصيتهم المعقدة بعدم الأستيعاب لما يدور وراء الكواليس من خلال الوضع العام، وعدم معرفة و التمييز بين القيادات اليمنية شمالًا وجنوبًا المخلصة في حربها ضد الحوثيين و الإرهاب، والقيادات الغير المخلِصة، تستخدم المنصب لجني المال و الأفساد فقط، ولهذا آراهم يتحولون لأشخاص ميكانيكيين، يصطبغ وعيهم بفكرة واحدة ويختنقون بها، تتسرب طبيعة عملهم إليهم؛ وتضع حدّا لوعيهم بالوجود.
غير أن الأخ بوسرور، ظلّ محتفظ بطباعه الواسعة في أنتقاد أي خطأ لتصحيح العمل وأخذ برأي لأخر الصائب، يمتلك رحابة تُجسد الوعي للمشاركة في العمل لنجاح المهمة، و في أكثر تجلياته جاذبية وبهاء، يتعامل مع الوجود كفكرة حيّة، كمسؤول رهيب يشاركك في النقاش ويرد عليك في أستفسار في الجانب العملي، طالبًا رأيك ليعطيك نوعًا من الأحساس أنكما فريقًا واحدًا لهدف في عمل مشترك أخوة، لا يتميز عنكَ أنهُ من بلد آخر راقي متقدم في الرفاهية و الأرتقاء..
و لطالما لفت أنتباهي كيف يؤثر منصب المرء، على شخصيته، حيث يفقد الإنسان كثير من مزاياه، لدرجة أن جوهر المرء يتعرض لتخريب عميق، فتغدو مكبلًا بأعتبارات سالبة لقواك الحيّة،