خاص – المساء برس|
شكت الولايات المتحدة الأمريكية من تخلي العالم عنها وتركها وحيدة تواجه اليمن وحيدة، في خطوة مثيرة تكشف حجم الموقف اليمني العظيم في الوقوف بوجه الأمريكي الداعم للاحتلال الإسرائيلي، كما تكشف طبيعة وضراوة العمليات اليمنية المنهكة للبحرية الأمريكية بالقدر الذي يجعلها تعترف علناً بأنها لا تستطيع المواجهة بمفردها.
ومؤخراً قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إن العالم ترك الولايات المتحدة وحيدة في مواجهتها لمن أسماهم “الحوثيين” في إشارة للقوات المسلحة اليمنية، في اعتراف يفضح حجم الضعف الذي ظهرت عليه الولايات المتحدة والذي لولا الموقف اليمني المواجه بشجاعة للأمريكي في البحر الأحمر والبحر العربي ما كان لهذا الضعف أن ينكشف ويدفع الأمريكي لأن يقر ويعترف به وإن بطريقة غير مباشرة، إذ من كان يتخيل أن صاحبة أقوى وأضخم وأكبر أسطول حربي بحري وجوي في العالم تستنجد بالدول الغربية الأخرى إسنادها في مواجهة دولة ضعيفة عسكرياً ومحاصرة اقتصادياً وتخضع لعدوان منذ ١٠ سنوات تشرف عليه وتديره وتدعمه صاحبة هذا الأسطول الاضخم.
تصريحات وزير خارجية واشنطن، المتزامنة مع إعلان بريطانيا المشاركة في آخر هجوم جوي ضد اليمن استهدف جنوب العاصمة صنعاء مساء الثلاثاء الماضي بعد أن كانت بريطانيا قد انسحبت من التحالف البحري السابق على وقع تعرض قطعها الحربية لهجمات مكثفة من اليمن خلال مواجهات ٢٠٢٤، تلك التصريحات بقدر ما تفضح أن القوة البحرية الأمريكية ليست شيئاً أمام الله وأمام أصحاب الإرادة والحق مهما كانت إمكاناتهم العسكرية، بقدر ما تبرر في توقيتها لأسباب الهزائم والفضائح التي تتكشف تباعاً في البحر الأحمر لما تتعرض له البحرية الأمريكية من ضربات يمنية بتكتيكات جديدة مبتكرة غيّرت مسار الحروب البحرية الحديثة، كما أنها اعترافاً رسمياً غير مباشر في تفوق اليمن في جعل العدوان الأمريكي معركة استنزاف له ولبحريته وأسلحته الاستراتيجية خلافاً لمعركة استنزاف السمعة وضرب الهيبة التي لم يسبق أن تعرضت لها الولايات المتحدة من قبل حتى في الحربين العالميتين الأولى والثانية.