انتخابات بلدية بيروت معركة مفتوحة على جميع الاحتمالات
35 مشاهدة
تشهد بيروت اليوم الأحد معركة انتخابية طاحنة على مقلبي أحزاب السلطة والقوى المدنية والتغييرية قد يكون التشطيب عنوانها الأبرز وذلك في الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي تضاف إليها محافظتا البقاع وبعلبك الهرمل قبل اختتام الاستحقاق يوم السبت المقبل في الجنوب والنبطية ويتنافس على مجلس بلدية بيروت المؤلف من 24 عضوا ست لوائح تتصدر مشهديتها لائحة بيروت تجمعنا التي تضم طيفا واسعا من الأحزاب التقليدية والقوى السياسية المتناقضة منها حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع والتيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل وحزب الله وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري وجمعية المشاريع والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة رئيسه السابق وليد جنبلاط كما الوزير السابق محمد شقير والنائب فؤاد مخزومي مع تأييد مطران بيروت للروم الأرثوذكس إلياس عودة وأطراف أخرى بينها الأرمنية التي اتحدت كلها بذريعة حماية المناصفة المسيحية الإسلامية التي كرسها الرئيس الراحل رفيق الحريري عرفا في تسعينيات القرن الماضي ومن ثم نجله سعد المنكفئ اليوم عن خوض الاستحقاق ويطرح ملف المناصفة في بلدية بيروت نفسه لا سيما بعد الانتخابات البلدية في طرابلس الأحد الماضي التي أظهرت نتائجها حملة تشطيب استهدفت المترشحين المسيحيين في كل اللوائح ما أدى إلى إقصاء المكون المسيحي من المجلس البلدي وتنافس لائحة السلطة بشكل أساسي لائحة بيروت بتحبك المدعومة من النائب نبيل بدر والجماعة الإسلامية والتي تملك حظوظا في إحداث خرق في المقاعد الـ24 التي من المرتقب ألا تؤول كلها للائحة واحدة على غرار ما حصل في مدينة طرابلس جورج شاهين التشطيب في انتخابات بلدية بيروت سيفرز مجلسا هجينا كذلك تتجه الأنظار إلى لائحة بيروت مدينتي المدعومة من نواب تغييريين ومجموعات مدنية مستقلة والتي حققت نتائج لافتة في انتخابات عام 2022 النيابية وتسعى لكسر نمط المحاصصة وتقديم رؤية إصلاحية إنمائية تتجاوز الزبائنية ولاسترجاع دور العاصمة الريادي منارة للشرق علما أن معركتها لن تكون سهلة بوجه القوى التقليدية التي تلعب على وتيرة المخاوف الطائفية وزاد منسوبها خصوصا عقب النتائج التي تحققت في مدينة طرابلس بعد فوضى كبرى شهدتها عملية فرز الأصوات وقد أقصت المكون المسيحي من المجلس البلدي وتتمتع اللوائح الأخرى التي تضم أسماء من مجموعات مدنية ومستقلة واجتماعية بحظوظ أيضا في انتخابات بلدية بيروت وإن كانت خجولة وذلك في حال اتبع أسلوب التشطيب ما من شأنه أن يوزع الأصوات ويشتتها الأمر الذي يبقي المعركة محتدمة حتى لحظات الفرز الأخيرة خصوصا أن الصوت السني سيكون له الدور الأكبر فيه بوصفه الخزان الانتخابي البيروتي وسط شعور لدى الطائفة بالغبن على مستوى رئاسة بلدية بيروت التي تؤول اليها بيد أن جميع الصلاحيات التنفيذية والمالية هي بيد المحافظ أرثوذوكسي كما أن الناخب المنتمي إلى تيار المستقبل يرأسه سعد الحريري إن أقبل على الاقتراع مستبعد أن يصب في صالح الأحزاب التقليدية ومعها مخزومي الطامح الدائم للزعامة السنية جميع الاحتمالات مفتوحة على نتائج انتخابات بلدية بيروت في الإطار يقول الكاتب السياسي جورج شاهين لـالعربي الجديد إن التصارع على بلدية بيروت سيكون بين ثلاث لوائح كبيرة بيد أنه من الصعب معرفة النتائج أو توقععا خصوصا في حال اعتماد التشطيب ما من شأنه أن يفرز مجلسا بلديا هجينا فيه الكثير من التناقضات والأضداد الأمر الذي ستظهر انعكاساته في أول اجتماع سيعقده وسيكون مفخخا وسيصب الخلاف على رئاسة البلدية ويعتبر شاهين أن التصويت قد يكون أكثر طائفيا ومذهبيا على غرار ما حصل في طرابلس ليكون نسخة شبيهة عن المدينة علما أن النتائج ولو جرى ضرب المناصفة المسيحية الإسلامية ولم تقدم صورة حقيقية عن بيروت فستكون قانونية وشرعية ودستورية لأن المناصفة بدأ الحريري بتكريسها في التسعينيات لكنها بقيت عرفا وبقي احتمال تأجيل الانتخابات البلدية في بيروت قائما خصوصا مع مطالبة عدد من القوى السياسية لا سيما المسيحية منها بإدخال تعديل على قانون الانتخاب البلدي يسمح بتشكيل لوائح مقفلة ما يضمن المناصفة بين المسيحيين والمسلمين لا سيما أن الفارق كبير جدا على مستوى الأصوات التي هي بغالبيتها من الطائفة السنية الأمر الذي من شأنه أن يهدد المقاعد المسيحية ويخل بالتوازن الطائفي الذي كان مكرسا منذ سنين طويلة بيد أن الاقتراع لم يسلك طريقه نحو الإقرار في ظل الاختلافات السياسية حوله خالد الحاج تعد لائحة الأحزاب الأكثر تنظيما ولديها فرصة لتحقيق نصر كاسح وسبق لرئيس البرلمان نبيه بري أن أكد في أكثر من تصريح أنه يميل إلى اللوائح المقفلة لتأمين المناصفة بين المسلمين والمسيحيين خصوصا أن بيروت هي عاصمة لكل اللبنانيين ويجب أن تكون واجهة وحدتنا الوطنية وبحسب معلومات العربي الجديد فإن هناك سعيا لدى حركة أمل وحزب الله لأن تصب أصوات الناخبين المحسوبين عليهما لصالح اللائحة المدعومة من قبلهما بالكامل من دون حدوث تشطيب وذلك حفاظا على المناصفة لا سيما بعد النتائج التي تحققت في مدينة طرابلس وعززت المخاوف من الإخلال بالتوازن القائم الذي يتوزع على ثمانية مقاعد للطائفة السنية ثلاثة للطائفة الشيعية مقعد درزي واحد أربعة للروم الأرثوذكس اثنين للموارنة اثنين للأرمن الأرثوذكس ومقعد للروم الكاثوليك ومقعد للأرمن الكاثوليك وإنجيلي واحد ومقعد للأقليات عرف المناصفة كرس منذ التسعينيات في السياق يقول الباحث اللبناني خالد الحاج لـالعربي الجديد إن عرف المناصفة كرس منذ التسعينيات علما أنه بالأرقام فإن عدد السنة كما الشيعة أكبر من المسيحيين ويمكنهم بسهولة تأمين مجلس بلدي من 24 عضوا ويلفت إلى أن الشعور باللاعدالة أو الظلم سبق أن فتح الباب للمطالبة بأن تصبح لبيروت بلديتان كما يشير الحاج إلى أن السنة يشعرون بالمظلومية السياسية وهي نابعة من مقارنة دور المجلس البلدي بباقي البلديات في بعض المدن منها جبيل والبترون وبرأي الحاج فإن هناك أربع لوائح أساسية تتنافس في انتخابات بلدية بيروت تتقدمها لائحة الأحزاب التي تعد الأكثر تنظيما ولديها فرصة لتحقيق نصر كاسح خصوصا أن وجود حزب الله وحركة أمل فيها يعطيها دفعا قويا إلى جانب أنها ضمت قوى سنية بيروتية أساسية منها الأحباش جمعية المشاريع وتنظيمات سنية مع النائب فؤاد مخزومي وأسماء بيروتية إلى جانب الأحزاب المسيحية ويلفت إلى أن نقطة قوة هذه اللائحة بأن لديها بلوكات أو أعضاء منظمين لديهم خبرة في تجيير الأصوات بكميات كبيرة لكن نقطة ضعفها بأنه في حال تجاوزت نسبة التصويت عشرين في المائة فهذا يعني أنها قد تخسر أعضاء ولن تربح اللائحة كاملة من هنا فإن عدم حماسة الناخب للتصويت ستصب في صالح أحزاب السلطة ويضيف الحاج لائحة بيروت مدينتي قوية أيضا لكن قاعدتها هلامية ومن إيجابياتها أنها تمكنت من تحقيق فكر سياسي مرتبط بالتغييريين وهذا ترجم في الانتخابات النيابية الماضية ولكن في الشق الاجتماعي المرتبط ببعض النواب فيها فإن هناك أزمة داخل بيروت وأمور سلبية تعاني منها ويتابع هناك أيضا لائحة رلى العجوز وهي أول سيدة بيروتية تترأس لائحة وهي تعتمد بشكل أو بآخر على جمعية المقاصد محركا أساسيا لها وهذه المؤسسة تعد من الأقوى في بيروت لكن تبقى على صعيد الأرقام معركتها صعبة بوجه أحزاب السلطة علما أنها كانت في المجلس البلدي وكانت مدعومة من الحريري ويقول أما اللائحة الرابعة فهي لائحة العميد محمود الجمل المدعومة من الجماعة الإسلامية وتحت رعاية النائب نبيل بدر وهي مرتبطة بشكل أو بآخر بتيار المستقبل خصوصا لدور الجمل داخله وهو حقق نتائج جيدة في الانتخابات النيابية الماضية ما يضعها في ساحة المنافسة علما أنها صعبة أيضا بوجه الأحزاب ويعتبر الحاج أن المنتصر الأول في حال فازت لائحة الأحزاب هو حزب الله الذي سيرفع شعار أنه حامي المناصفة وكذلك تيار المستقبل الذي سيتوقف عند دوره في حماية المناصفة وبوصفه المسلم المعتدل وهذا النفس منظم في بيروت وهنا خطورته