اللجنة العسكرية المركزية الصينية في مرمى مكافحة الفساد

41 مشاهدة
عادت حملة مكافحة الفساد التي يقودها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الواجهة بعد فصل المسؤول الكبير في أيديولوجية جيش التحرير الشعبي الصيني مياو هوا من أعلى هيئة تشريعية في الصين الأسبوع الماضي وتمت إقالة مياو وهو أحد كبار الجنرالات في اللجنة العسكرية المركزية أعلى هيئة عسكرية وسلطوية في البلاد من منصبه عضوا في الهيئة التشريعية وبحسب بيان صدر بعد اجتماع اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني الأربعاء الماضي فقد تم فصل مياو بصورة نهائية من المجلس وعمل مياو الذي خضع للتحقيق بتهمة ارتكاب انتهاكات خطيرة للانضباط في أواخر نوفمبر تشرين الثاني الماضي رئيسا لقسم العمل السياسي في اللجنة العسكرية المركزية منذ عام 2017 وهو دور حاسم في إدارة أيديولوجية الحزب الشيوعي والتغييرات الشخصية داخل جيش التحرير الشعبي الصيني وكانت وزارة الدفاع الصينية قد أعلنت في 28 نوفمبر الماضي أن مياو أوقف عن العمل وأنه قيد التحقيق بتهمة انتهاك الانضباط وتستخدم هذه العبارة غالبا للإشارة إلى الفساد ويعكس غياب المعلومات التفصيلية حول القضية حساسية هذه الادعاءات داخل الجيش يوان تشو الرئيس الصيني أكد مرارا على أهمية الولاء للحزب بين قادة جيش التحرير الشعبي شغور اللجنة العسكرية هذا ويعد مياو ثاني عضو في اللجنة العسكرية المركزية التي تضم سبعة أعضاء من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ يقال من منصبه منذ تولي القيادة الحالية السلطة في عام 2022 وكان قد سبقه وزير الدفاع السابق لي شانغ فو الذي أقيل في أكتوبر تشرين الأول 2023 وبعد عزل لي شانغ فو من اللجنة المركزية تم تعيين دونغ جون خلفا له في وزارة الدفاع لكن لم تتم ترقية الوزير الجديد لعضوية اللجنة العسكرية المركزية أيضا غاب هي ويدونغ عن الأنظار منذ عدة أسابيع وهو نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية حيث كان آخر ظهور علني له في 11 مارس آذار الماضي وقد غاب عن اجتماع سياسي مهم في إبريل نيسان الماضي ما أثار تكهنات حول أسباب اختفائه ونتيجة لذلك تواجه اللجنة العسكرية المركزية بقيادة شي شغورا غير اعتيادي منذ إصلاحها في ثمانينيات القرن الماضي فمع عزل عضوين واختفاء ثالث يعني أن اللجنة تدار من قبل شي وثلاثة أعضاء آخرين فقط يشار إلى أن اللجنة العسكرية المركزية هي أعلى هيئة عسكرية في الصين وتعنى باتخاذ القرارات والقيادة تشرف على جميع القوات المسلحة الصينية وتقرر استراتيجياتها وخطط عملها وتدير تطويرها وأفرادها ومعداتها وتمويلها وأصولها وعلى عكس العديد من الأنظمة العسكرية الغربية لا يشغل وزير الدفاع الصيني أقوى منصب عسكري بل تشرف اللجنة العسكرية المركزية على القوات المسلحة بصورة مباشرة حيث يعمل وزير الدفاع بشكل رئيسي بصفة ممثل دولي للقوات المسلحة وتتيح عضوية اللجنة العسكرية المركزية الوصول المباشر إلى الرئيس شي جين بينغ في تعليقها على إقالة مياو قالت وسائل إعلام صينية إن حملة مكافحة الفساد التي تشنها الصين ضد كبار قادة جيش التحرير الشعبي لا ينبغي أن تؤخذ باعتبارها علامة على ضعف سيطرة الرئيس شي جين بينغ على الجيش وأضافت أن تأثير حملة مكافحة الفساد على جاهزية الجيش للحرب وتحديثه كان محدودا أيضا وأن المنافسة الداخلية بين أنصار شي قد تكون عاملا وراء التحقيقات رفيعة المستوى وحول تأثير الإقالات الأخيرة في صفوف القادة على عمل اللجنة العسكرية المركزية قال الباحث في الشؤون العسكرية في معهد نان جينغ للبحوث والدراسات الاستراتيجية الصيني يوان تشو لـالعربي الجديد إن الحملة تأتي في إطار إصلاح عسكري يهدف إلى مكافحة الفساد واجتثاثه من داخل المؤسسة العسكرية نظرا لحساسية هذه المؤسسة في جميع الأوقات وفي الوقت الراهن على وجه التحديد في ظل التحديات الكبيرة والتهديدات الخارجية على عدة جبهات ولفت إلى أن الرئيس الصيني أكد مرارا على أهمية الولاء للحزب بين قادة جيش التحرير الشعبي لتعزيز السيطرة الأيديولوجية ودعم هدف الصين في أن تصبح قوة عسكرية عظمى وبالتالي فإنه لا يتهاون مع أي تجاوزات في هذا الشأن وكون أن حملة مكافحة الفساد طاولت أسماء بارزة وأعضاء في اللجنة العسكرية المركزية فهذا يؤكد عزمه وإصراراه على المضي قدما حتى تطهير المؤسسة العسكرية وضبط إيقاعها بما ينسجم مع الرؤية الأيديولوجية للحزب الشيوعي جين توي انخفاض عدد أعضاء اللجنة مؤشر إلى هشاشة المؤسسة الأرفع في البلاد حملة مكافحة الفساد بقيادة شي في المقابل رأى أستاذ الدراسات السياسية السابق في جامعة تايبيه الوطنية جين توي في حديث مع العربي الجديد أن انخفاض عدد أعضاء اللجنة العسكرية المركزية في الصين إلى خمسة أو أربعة أعضاء بسبب حملة الرئيس شي لمكافحة الفساد هو مؤشر إلى هشاشة المؤسسة الأرفع في البلاد والمسؤولة عن رسم السياسات كما أنها تظهر أزمة ثقة كبيرة بين شي ورفاقه واستدل على ذلك بعدم تعيين أعضاء جدد حتى الآن وقال إن ذلك يظهر مدى صعوبة أن يحظى أحدهم بثقة شي ومع ذلك استبعد جين توي أن يؤثر ذلك على مكانة المؤسسة وفعاليتها في اتخاذ القرارات وأرجع ذلك إلى هيمنة الرئيس الصيني على الحزب والدولة وقال إن الصين تدار بسلطة الرجل الواحد المتفرد بالحكم كما كان عليه الحال في حقبة الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لذلك فإن استبعاد عضو أو عضوين لن يحدث ذاك التأثير الكبير ما دام شي متفردا بسلطة اتخاذ القرارات في اللجنة العسكرية المركزية

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح