الكوارث وأخلاق العرب

58 مشاهدة
أحمد يحيى الديلمي

بحسب آراء الفقهاء وعلماء الدين والطبيعة، تم الاتفاق على أن الكوارث التي تحدث هنا وهناك عبارة عن ظواهر كونية لا علاقة لها بطبيعة التدين ولا سلوكيات البشر القائمين في نفس الأرض، وكما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تكسفان لموت أحدكم أو لحياته )، أو كما قال .
من هذا الحديث يتضح لكل ذي عقل وبصيرة أن هذه الظواهر الكونية تحدث نتيجة تفاعلات فيزيائية في باطن الأرض، ثم تأتي اللحظة التي تهبط فيها التربة نتيجة الاحتراقات الكبيرة والتفاعلات غير العادية بين المعادن الموجودة في باطن الأرض فتصيب من على وجه الأرض من البشر لا فرق بين مسلم أو مسيحي أو بوذي أو يهودي ولا تميز بين أحد .
صحيح أن الله سبحانه وتعالى قد جعلها من المصادر الأساسية للعقاب البشري، إلا أن النقطة الأخيرة تظل محدودة وغير ثابتة، كون الزلازل والكوارث والهزات الأرضية تحدث كما قلنا نتيجة التفاعلات والاحتراقات وعوامل التعرية في الأرض، من هذا المنطلق لا أدري كيف نتعامل مع ذلك الشخص الذي يدعي العلم، فلقد أطل من إحدى القنوات السعودية ليتحدث على أن ما جرى في المغرب وليبيا عقاب إلهي، ولم يتحدث أبداً عن تلك الكوارث التي حدثت في جدة ولم يصفها بأنها عقاب إلهي، وكأن هناك حالة من الشذوذ الفكري تختار عينة من البشر والأرض التي يمكن أن توظف لها مثل هذه الكوارث، ويستهدف أهلها باتهامات باطلة وزائفة، ولا يدري هذا الشخص أن مدينة مراكش في المغرب هي المدينة الإسلامية المحافظة الوحيدة حتى في لباس نسائها ورجالها، فكلهم يرتدون الملابس المحتشمة باعتبارها في الأساس من أقدم المدن التي دخل فيها الإسلام أقامها عقبة بن نافع وأسس فيها أول مسجد في المنطقة، أي أنها إسلامية بكل المقاييس مع ذلك نجد مثل هذا المأفون يتكلم عن العقاب الإلهي ويحرض دولته على عدم إرسال أي مساعدات، وكم كنت أتمنى لو أن الرجل أشار ولو من بعيد

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة الثورة صنعاء لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح