الوطن العدنية/ماجد الداعري
تخيل نفسك وأنت تفيق صباح يوم جميل مفعم بالأمل والنشاط والحيوية، على رسالة واتس اب، صادمة تبلغك بكل قساوة التعبير ومرارة الموقف بأنه قد (تم الاستغناء عن خدماتك بداية من شهر أكتوبر) وقبل شهرين من انتهاء عقد عملك السنوي ونهاية العام الميلادي.. والى درجة تظن فيها ان هكرا ما، قد تمكن من اختراق هاتفك وتعمد ارسال هذا الرسالة المستفزة إلى جوالك باسم إدارة شركتك في العمل.وتصور ان تكون هذه الرسالة القاسية الصادمة التعبير والمجردة حتى من كلمة شكرا لك.. قد انهت كل سنوات عملك بكل بجاحة القسوة المفرطة وبساطة النهاية المريرة وانت الذي أسست وعملت سنوات طويلة معهم وأفنيت عمرا بكل إخلاص وتفان للارتقاء بهم دوما، طيلة تسع او سبع او خمس سنوات على الأقل.. قدمت فيها معهم، كل أفكارك ومواقفك،، بل وحاربت إعلاميا من أعماق قلبك بكل ما أوتيت من أفكار وقوة تعبير وعصارة سنوات من الخبرات والتأهيل،لتسموا دوما بعملك، وحتى تكون مؤسستك عند المستوى المطلوب للتحدي ومواجهة ماكينات الخصوم، ومجابهة كل جبهات المنافسين، وتحملت في سبيل ذلك، كل ما واجهت من صعوبات ومخاطر فرز واتهامات وتصنيفات وتحديات..الخ، حتى أفقت على صدمة رسالة استغناء مهينة مجردة من كل قيم العمل وأخلاق الوظيفة وروح المهنة.
رسالة لا تزيد فضاضة مرارتها عن سبع كلمات نصفها حروف جر وعطف..لتصبح من ساعتها في حالة صدمة نفسية قاسية،، وانت تفكر مترددا في كيفية اخبار زملائك وزميلاتك بأنه قد تم الاستغناء عن خدماتك فجأة هكذا بكل بساطة ووقاحة معا، وقبل ان تتمكن من توديعهم وتسجيل حلقة برنامجك الأسبوعي التي انتهيت منها للتو وكنت تعتزم تسجلها صباح ذلك اليوم المشؤوم الذي تلقيت في ليلته العصيبة، تلك الرسالة القاسية بالاستغناء عن خدماتك، دون معرفة أوتوضيح أي سبب يذكر لذلك الاستغناء التنكري المفاجئ وبصيغتها الجافة والمؤلمة نفسيا لشخصك، كأنك ارتكبت السبع الموبقات معا بحق العمل وأخلاقيات المهنة.
ولذلك تجد نفسك منكسرا حائرا مسلوب التفكير مترددا حتى في كيفية مهاتفة الزملاء والزميلات وابلاغهم بأنك كنت