بينما كنت أسير في احدى شوارع مدينة المكلا مدينة الثوار التي انطلقت منها الشرارة الأولى لثورتنا السلمية المباركة في عام 1997م ،صدفة التقيت بزميل لي في الجامعة ايام الدراسة، والذي لم التقي به منذ ان انهينا الدراسة الجامعية قبل حوالي عشرون عاماً ، الا ان الصدفة جمعتنا ،حيث دار بيننا حديث مطول عن ايام الدراسة عندما كنا طلاب .
بينما كنت منهمكاً في الحديث معه فجأة قاطعني في الحديث وقال انت قيادي في الانتقالي ؟ رديت عليه بنعم اسود وجهه وتغيرت ملامح وجهه فجأة ولم ادري انا ماذا أصاب زميلي سألته هل تشعر بحمى سأقوم بإسعافك الى المستشفى ؟رد علي بسرعة لا ،بعدها من خلال قراءتي جيداً لملامح صاحبي الذي اعبس وجهه عندما قلت له انا قيادي في المجلس الانتقالي تأكدت جيداً انه يكره الانتقالي كره كبير ،فقدمت له سؤال ماهو انتماءك السياسي ؟ اجابني بتلعثم المجلس الوطني الحضرمي وبدأ يسهب لي في الحديث عن ان المجلس الإنتقالي مناطقي ،قاطعته بسرعة الإنتقالي ممثل للشعب الجنوبي ومفوض من قبل الشعب وبابه مفتوح للجميع اجرى حوار مطول مع الكثير من القوى الجنوبية المؤمنة بالقضية ووقع الميثاق الوطني الجنوبي الذي ضم أكثر من خمسة وثلاثين مكون جنوبي ،ومن لم يأتي سيذهب الانتقالي اليهم ولن يستثني احد قط .
بعد حوار مطول مع زميل الدراسة لم يقنعني ولم استطع اقناعه لأنه مشحون بإفكار خاطئة بحمى المجلس الكرتوني المسمى المجلس الوطني الحضرمي الذي لم يبقى منه الا الإسم ، هو ليس الوحيد من بني جلدتنا الذين مازالوا يرقصون على السلالم ويريدون العودة بشعب الجنوب الى عش باب اليمن وسوق الملح مرة أخرى ،ويتجاهلون ان شعب الجنوب قد شب عن الطود واختار طريق الحرية والكفاح ضد الاحتلال اليمني وقطع عهداً على نفسه انه لن يتراجع أبداً عن هدفه الذي رسمه وخطه بدماء الشهداء الزكية مهما كلفه ذلك من تضحية ،والله مصيبة كبيرة ان تجد مثقف ومتعلم جنوبي لايزال يغرد خارج السرب وكل ذلك من أجل المال