الشهيد العميد محمد عثمان سالم الصولاني كان قد تعرّض لعملية اغتيال بشعة ظهر يوم السبت 8 رمضان 1443هـ الموافق 9 أبريل 2022م، في وادي النماص الواقع بين قرى صولان، الرباط، خربج بمديرية الشعيب، حيث تم تهشيم رأسه وجسده بدم بارد. ورغم مرور أكثر من عامين على الجريمة، لا تزال تفاصيلها المؤلمة حاضرة في ذاكرة الأهالي.
وفي ظل الضغط الشعبي المستمر، نُظِّمت بتاريخ 19 مايو 2024م وقفة احتجاجية أمام النيابة العامة بمحافظة الضالع، شارك فيها مشايخ وأعيان وشخصيات اجتماعية ومنظمات مجتمع مدني من أبناء مديرية الشعيب، للمطالبة بسرعة محاكمة الجناة وإنصاف أسرة الشهيد. ورفع المحتجون شعارات تطالب القضاء بتحمّل مسؤولياته وإنهاء حالة التباطؤ، مؤكدين أن:
قضية الشهيد ليست قضية أسرة فقط، بل قضية مجتمع بأكمله.
وفي 25 رمضان الماضي، احتضن نادي قرية حذارة لقاءً موسعًا شارك فيه المئات من أبناء الشعيب من مختلف القرى والقبائل، وخرج بتوصيات أبرزها تكليف اللجنة الأهلية، برئاسة الشيخ محمد صالح الأنعمي، بصياغة وثيقة مجتمعية تُحمّل كل من يتستر على القتلة المسؤولية الكاملة، باعتباره شريكًا في الجريمة. وقد بدأ التوقيع عليها من قبل كافة أبناء المديرية ممن تجاوزوا الخامسة عشرة من العمر.
وفي الثامن من مارس 2025م، شيّعت جموع غفيرة من أبناء مديرية الشعيب ومحافظة الضالع، جثمان الشهيد المغدور محمد الحاج عثمان الصولاني، إلى مثواه الأخير، في موكب جنائزي مهيب. خيّم الحزن على أجواء التشييع، حيث ارتفعت أصوات النحيب والدعوات للفقيد بالرحمة والمغفرة، وحُمل الجثمان على الأكتاف وسط دموع وحسرة، إلى مثواه الأخير.
ويترقّب أبناء الضالع عامة والشعيب خاصة خلال الأيام القادمة استكمال الوثيقة وتنفيذ بقية مخرجات اللقاء، في ظل تطلعاتهم لتحقيق العدالة ومحاسبة الجناة، لينالوا جزاءهم الرادع.
رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جناته. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.