وبدأت الفعالية الثقافية، بحديث مقتضب للشاعر شوقي شفيق، الذي ادارها بامتياز، عن سعدي يوسف العدني، وتاريخه، باعتبار الأول أحد المعاصرين لفترة الراحل سعيدي.
بعدها، تحدث باستفاضة، الصحافي الجنوبي، الشاعر نجيب مقبل، عن مراحل حياة سعدي بالقول: لا يدور الحديث عن الشاعر الراحل الكبير سعدي يوسف إلا بمقدار ما يكون الحديث مخصوصًا عن المنافي التي مرت في حياته، والمدن التي استوطنت حياته وصاغت ملاحمه الشعرية وأثرت في صياغته ورؤاه وتيمات واستلهامات قصائده طوال أكثر من خمسة عقود من المنفى القهري.
وأضاف: كانت ثمة ظلال يوتوبيا ثورية تحت سماء عدن، وجدها الشاعر سعدي في عيون نخبة سياسية مثقفة من نخب الحزب الاشتراكي وجلهم من نخبة حزب إتحاد الشعب الديمقراطي الذي كان رائده المفكر اليساري الراحل عبد الله باذيب، ومن هذه النخبة (أحمد سعيد باخريبة، وزكي وفريد بركات، وأحمد وعبدالله سالم الحنكي)، وآخرون من مثقفي الحزب ونخبته.
وتابع: كانت لقاءاته بهذه النخبة اليسارية وحواراته معها ضمن زيارته الأولى لعدن عام 1981م، قد منحت الشاعر التائه في فلوات العالم المتلاطمة بين معسكري الشرق والغرب صورة مخيالية ليوتوبيا ثورية متخلقة على هذه الأرض العدنية العذراء.
*عدن.. استراحة محارب
وأشار إلى انه: حين جاءت ضرورة رحيل سعدي جبرًا من بيروت المحتلة عام 1982م، كان استعداده لجعل عدن استراحة محارب له يجترح مآثرها بالحياة والسياسة والشعر وبمجموع هذه التداخلات التصورية صار الشاعر مكتملًا في تصور الرحيل إلى منفى جديد، وقابلًا لانتقال مكاني وتاريخي وحلمي يحياه ويعايشه عن قرب، بالإضافة لما تراكم من المخيال الحضاري لحضرموت الحضارة، فكانت أصداء وترجيعات الشاعر امرؤ القيس ودمونه الحضرمية تعاوده من أصلاب التراث الشعري العربي.
وأكد مقبل على أن للشاعر سعدي مخزونًا تذكاريًّا ساهم باتخاذ قرار الذهاب إلى عدن التي يتسابق كتاب العالم لاكتشافها.
واستطرد: هذه المرجعيات