في يومٍ مشهود من أيام الرياض، بينما كانت طائراتُ السلاح الجوّ السعودي تُحلّق في السماء مُرسلةً تحيةً بطولية، وولي العهد يستقبل الضيف الأمريكي بابتسامةٍ تختزن ألفَ تحيةٍ ورمز، كان هناك لغزٌ صامتٌ يسير تحت الأقدام.. سجادةٌ أرجوانيةٌ غامضة تتناقض مع كلّ التقاليد العالمية!
السؤال الذي انفجر في أروقة السياسة والفنون.. لماذا ارتقت السعودية بلونٍ لم يسبقها إليه أحد؟
لم تكن الإجابة في قصور الملوك، بل من جبال عسير، حيث تُولد معجزةٌ لمدة أسبوعين فقط كل عام.. تزهو الارض ببساطٍ أرجواني من زهور اللافندر البري، كنوعٍ من السرّ الذي تبوح به الأرض لمن يعرف انتظاره.
هذا اللون النادر، الذي يُشبه وميضَ الأحلام، هو ما أرادت السعودية أن تحمله إلى العالم... فحوّلته إلى سجادةٍ دبلوماسية.
لكن القصة لا تنتهي عند اللون.
فإذا اقتربتَ أكثر، سترى أن كل خيطٍ في السجادة يحمل ذاكرةَ قرون: زخارفُ السدو البدوية، التي نسجتها أياديُ أجداد البدو من صوف الجمال، والمُدرجة الآن في قائمة اليونسكو كتراثٍ إنساني.
إنها لعبةٌ ذكية.. تحويل التراث إلى سلاحٍ ناعم، وإخبار العالم أن الفخامة السعودية ليست مستوردة، بل مُستخرجة من أعماق التاريخ.
الغريب أن السجادة الأرجوانية لم تُفرش لترامب وحده.
فقبل سنوات، اختارتها السعودية كـبطاقة هوية جديدة لاستقبال زعماء العالم، من بايدن إلى بوتين.
لكن لماذا الآن تحديداً؟ الأمر أشبه بخطةٍ مدروسة.. ففي عصر رؤية ٢٠٣٠، حيث تتحول المملكة إلى واجهةٍ سياحيةٍ وثقافية، يصبح اللون الأرجواني رسالةً مزدوجة(نحن من نصنع الفخامة، ونحن من نعيد تعريفها).
لعبة العروش الدبلوماسية: لماذا لم يُلاحظ العالم هذه التفاصيل من قبل؟
السعودية تعيد كتابة قواعد الاستقبالات الرئاسية منذ ٢٠٢١، لكن اللعبة وصلت ذروتها مع ترامب، فالرسالة لـواشنطن.. الأرجواني لون الملوك، وهو إيحاءٌ خفي بأن الشريك السعودي ليس مجرد حليف تقليدي، بل طرفٌ له هيبته وقدرته على الابتكار.
وبينما العالم يستخدم السجادة الحمراء، اختارت السعودية تميُّزاً يجعل من كل زيارةٍ لها حدثاً لا يُنسى، مثلما فعلت مع بايدن وترامب.
/>
التفاصيل الصغيرة هي من تفوز بالحروب الكبيرة.
فخلف السجادة،