رغم مرور ما يقارب الشهرين على انطلاق الحملة الجوية الأمريكية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، والتي نفذت خلالها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أكثر من ألف ضربة جوية وأسفرت عن تدمير عدد كبير من المواقع والمنشآت التابعة للجماعة، أكد مسؤولون وخبراء أمريكيون أن الحوثيين ما زالوا يمتلكون قدرات عسكرية كبيرة تمكنهم من شن هجمات متكررة، وتوجيه تهديدات مباشرة للملاحة البحرية الإقليمية ولحلفاء الولايات المتحدة، وفي مقدمتهم إسرائيل.
في تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي، أعلن فيه أن الولايات المتحدة ستوقف عملياتها القتالية ضد الحوثيين، وذلك إثر اتفاق تم التوصل إليه بوساطة سلطنة عُمان ينص على وقف إطلاق النار بين الأطراف. ووفقاً للاتفاق الذي نشرت تفاصيله الخارجية العُمانية، يتعهد الطرفان بعدم استهداف بعضهما البعض، بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
إلا أن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين، يحيى سريع، حذر من أن هذا الاتفاق لا يشمل الكيان الإسرائيلي، مؤكداً أن العمليات العسكرية التي تنفذها الجماعة مستمرة نصرة للقضية الفلسطينية، وأن أي سفن أو مصالح إسرائيلية لا تزال ضمن نطاق الاستهداف.
وأظهر الحوثيون، رغم الضربات الجوية المكثفة التي طالت مواقعهم في مختلف المناطق اليمنية، قدرة ملحوظة على الصمود والرد، حيث أطلقوا قبل أيام صاروخاً باليستياً فرط صوتي استهدف مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، ما اعتبره مسؤولون أمريكيون دليلاً واضحاً على أن الجماعة لم تُضعف كما هو متوقع، بل ما زالت قادرة على شن هجمات نوعية وتقنيّة متقدمة.
وفي تصعيد جديد، أعلنت الجماعة صباح يوم الأربعاء تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية نوعية استهدفت مواقع حيوية داخل كيان الاحتلال وبعض السفن والمصالح الأمريكية. وبحسب بيان رسمي صادر عن المتحدث العسكري، نفذ سلاح الجو المسيّر التابع للحوثيين عمليتين استهدفت الأولى مطار رامون الواقع في منطقة أم الرشراش (إيلات حالياً) بطائرة مسيرة، بينما استهدفت العملية الثانية هدفاً استراتيجياً في منطقة يافا بطائرة من نوع يافا.
كما أكد البيان تنفيذ عملية ثالثة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية ترُومان في البحر