أكثر من أربعين يوماً على حادثة التدافع المروّعة في صنعاء، وما تزال مليشيا الحوثي الإرهابية تتعمد إخفاء بيانات وصور وجثامين الضحايا.
وأواخر رمضان الفائت، توفي 85 يمنياً، وأصيب أكثر من 322 بجروح، في حادثة مدرسة معين في منطقة باب اليمن، وسط صنعاء، أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات مالية مقدمة من أحد رجال الأعمال.
الضحيّة عبده المناخي أخفت المليشيا الحوثية جثمانه في مستشفى الثورة، ومنعت أسرته من الدخول للمستشفى طيلة بقائه هناك.
تقول الأسرة إنها لم تتمكّن من الوصول إلى الجثمان إلا بعد أن تم توزيع جثامين الضحايا على ثلاجات المشافي الأخرى، حيث وجد الجثمان في ثلاجة مستشفى خاص.
وكان المناخي، يعيش حياة كريمة قبل انقلاب مليشيا الحوثي واجتياحها للعاصمة صنعاء أواخر 2014، وتدشينها الحرب في عموم البلاد، لتسلب المناخي عمله وراتبه الحكومي، وسرحته من مستشفى كان يعمل فيه عملاً إضافياً، وصولاً إلى سلب روحه في جريمة التدافع. وهو الحال ذاته بالنسبة للطبقة المتوسطة في البلاد.
وحتى الآن ما تزال مليشيا الحوثي تخفي أسباب حادثة التدافع رغم من مضي أكثر من شهر على حدوثها، وتمنع أقارب الضحايا من أي تحرك لتحقيق العدالة والانصاف.
مأساة إنسانية
وحول رفض المليشيا تسليم جثامين الضحايا، تقول المحامية والناشطة الحقوقية زعفران زايد، إن الحوثيين يخافون من تكرار جنازة المكحل في إب التي هزت عروشهم، فقد خرج شباب يافعين ومراهقين ممن كرست المليشيا جهودها لسنوات طويلة لمحاولة تطييفهم وإقناعهم بفكر الخرافة إلا أن هذه الجموع المهولة من الناس والهتافات كشفت عن حجم الرفض الشعبي لهم ولمشرعهم.
وأضافت زايد: لن تسمح المليشيا الحوثية بتسيير جنازات لمدنيين قتلوا في أبشع مجرة تجويع وفي أيام مباركة، وهم ينتظرون مبالغ بسيطة لسد حاجتهم التي وصلت حد المخاطرة بأرواحهم.
وذكرت في تصريح خاص لـالعاصمة أونلاين أن الحوثي يعرف أنه المتسبب الأول في هذه المأساة الإنسانية، والمجزة الجماعية جات نتيجة طبيعية لما وصل آلية الناس من فرقة.
وقالت إن الحوثي يخشى هؤلاء الشهداء ويخاف ذكرهم، وأصبح مرعوباً من جثث هامدة لأن أرواحهم تلاحق