الاستخبارات في الدول المصطنعة أداة حكم أم هندسة وعي

46 مشاهدة

الدول اللقيطة هي أنظمة سياسية تأسست برعاية المخابرات الغربية بهدف تحقيق مصالح استراتيجية، على رأسها إبقاء العالم، ولا سيما المنطقة العربية في حالة صراع دائم. فالاتفاقيات الاستعمارية، كسايكس-بيكو، لم تفرز دولاً حقيقية ذات جذور تاريخية، بل كيانات مصطنعة أُوجدت لتكون أدوات طيّعة في يد القوى الكبرى، وحصوناً متقدمة لحماية مصالحها.

وقد حرصت القوى الاستعمارية على تزويد هذه الأنظمة بأجهزة استخبارات متطورة، هدفها الأول حماية النظام القائم، لا الشعب ولا السيادة. فهذه الأجهزة تمارس دوراً مزدوجاً: قمع المعارضين من جهة، وتشكيل الوعي الجمعي للشعوب من جهة أخرى، عبر التلاعب بسيكولوجية الجماهير، وبثّ الخوف من “أخطار وجودية” مزعومة، غالباً ما تكون مجرد أوهام تُضخَّم إعلامياً لتبرير سياسات القمع والاستبداد.

وهكذا، نجد أن الدول اللقيطة تُدار بعقلية أمنية صارمة، تتقن توظيف الإعلام كأداة لتوجيه الرأي العام، وتحشيده ضد عدو مختلق كلما اقتضت الحاجة. العدو لا يهدد النظام بالضرورة، بل يهدد مصالح القوى التي أنشأته، ولأجل هذه المصالح يُعاد تشكيل الوعي الوطني وفقاً للأجندة المرسومة.

ولعل دول الخليج تمثّل النموذج الأبرز لهذا النمط من الأنظمة. فهي كيانات صنعتها المخابرات البريطانية، ورُسمت لها هويات سياسية وثقافية مصطنعة، بدءاً من الحدود الجغرافية، مروراً بالسياسات الداخلية والخارجية، وانتهاءً بالأزياء واللهجات والثقافة الشعبية. وقد أبقيت شعوبها في حالة استنفار نفسي دائم، تحت وطأة الخوف من الخطر الإيراني أو اليمني أو حتى الفلسطيني أحياناً.

عقب انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وسقوط نظام الشاه الموالي للغرب، سارعت أجهزة الاستخبارات الغربية إلى تضخيم خطر “تصدير الثورة”، لتبرير تحالفات عسكرية وسياسية ضد طهران، وحشد الخليجيين لدعم الحروب بالوكالة، ومنها الحرب العراقية الإيرانية التي استُنزف فيها الطرفان، وخرجت منها الولايات المتحدة الرابح الأكبر.

ومع تراجع زخم الثورة الإيرانية بعد رحيل الإمام الخميني، أُعيد تشكيل مسرح الصراع عبر استدراج النظام العراقي لغزو الكويت، وهو التحرك الذي تم بضوء أخضر غير مباشر من سفيرة الولايات المتحدة لدى بغداد، أبريل غلاسبي، لتدخل المنطقة بعد ذلك في دوامة من الحروب والعقوبات والاحتلالات، ما تزال آثارها قائمة حتى

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح