غزة – المساء برس|
في مشهد إنساني ينذر بكارثة غير مسبوقة، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الأحد، نفاد كامل مخزونها من الطحين في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من شهر ونصف.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، أكدت الأونروا أن مخزون الطحين لديها انتهى قبل أيام، وهو ما يهدد حياة الملايين، خاصة في ظل تأكيد برنامج الأغذية العالمي في 25 أبريل، عن نفاد مخزونه الغذائي بالكامل أيضاً.
ويأتي هذا التحذير في وقت تنتظر أكثر من 3 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية الإذن بدخول القطاع، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض فتح المعابر المغلقة منذ الثاني من مارس الماضي، في خطوة تمثل عقاباً جماعياً بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.
ووصفت الوكالة الإغلاق الإسرائيلي بأنه “الأطول في تاريخ القطاع”، محملة الاحتلال مسؤولية مباشرة عن انهيار الأسواق المحلية، وانعدام الأمن الغذائي الذي بات يطاول كل بيت، حيث يعتمد السكان بشكل شبه كامل على ما تبقى من مبادرات تطوعية ووجبات دافئة تقدمها منظمات خيرية تحت نيران القصف والجوع.
وفي ظل هذا الواقع، يتفاقم الجوع، لا سيما بين الأطفال والمرضى وكبار السن، في مشهد يعيد إلى الأذهان مشاهد المجاعات التاريخية، وسط عجز دولي عن كسر الحصار أو حتى فرض ممر إنساني آمن لإدخال الغذاء والدواء.
التحذير الأممي سلط الضوء على استخدام الاحتلال للجوع كسلاح حرب، في خرق فاضح للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف التي تحظر تجويع المدنيين كأداة ضغط في النزاعات المسلحة.
وبالتزامن مع هذا الوضع المأساوي، تتزايد الدعوات للضغط على الاحتلال لفتح المعابر فوراً، وإدخال المساعدات دون شروط، ووقف ما وصفه ناشطون ومراقبون بـ”الإبادة الصامتة عبر التجويع”، محذّرين من أن ما يحدث في غزة وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء.