إيلون ماسك تحليلات على هامش العدوان

109 مشاهدة
تشترط سيرة حياة الأبطال العرضيين وجود نقطة تغير حياتهم نقطة يصبح عندها البطل شخصية مركزية من دون قصد بفعل ظرف غير متوقع أو مصادفة ما منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي ظهرت مجموعة من الشخصيات الرئيسية في قلب المشهد بعضها كان مدركا بالضبط لما يجري بينما أجبر البعض الآخر على لعب أدوار لم يكن تصورها في السابق ممكنا وباتت متابعة تطورات العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة مرتبطة بشكل وثيق بهذه الشخصيات سواء كانوا صحافيين أو متحدثين أو أطباء لكن هذه الشخصيات لم تكن حصرا تلك الموجودة في غزة فمن هذه الشخصيات كلها ثمة الكثير للتأمل حين يتعلق الأمر بالملياردير الأميركي إيلون ماسك والمنجنيق الذي رماه ليحلق عاليا في عالم مهما اتفقنا على تقييم حاله الراهنة بقسوة لم يكن ليستحق شخصية رئيسية عرضية من هذا النوع الطيران الأول أكمل ماسك عملية الاستحواذ على شركة تويتر إكس حاليا في أكتوبر 2022 منذ ذلك الحين تحرر الطائر ثم لم يعد طائرا وصارت التقارير التي تشير إلى خسارة شركة تويتر أو إكس أيا كان اسمها لقيمتها وأعداد المشتركين أو إنفاق المعلنين تكرارا مألوفا لا ينكره ماسك نفسه وسواء تعلق الأمر باستثمار ماسك الحالي أو السابق كشركة تيسلا دائما ما كانت الإشارات إلى دور طائفة ماسك مناصروه في حمايته من الانتقادات أو الإبقاء على فقاعته متماسكة تحضر إلا أنه عندما يتعلق الأمر بتطبيق للتواصل الاجتماعي من السهل تصور إلى ماذا ستؤول الأمور وكيف ستعالج وهو ما جرى بالفعل مع ظهور طبقة كاملة من المؤثرين الذين ملأوا الموقع وخلفهم أعداد من الشباب الذكور غالبا واضعين أمامهم صورة أسطورة صنعت نفسها أي ماسك وزعزعت قواعد اللعب وغير ذلك بعد الطوفان بعد السابع من أكتوبر كان كل شيء آخذا بالتغير وكان من الجلي أن التفاعل مع عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي لم يكن ينحصر على نطاق إقليمي ضيق فمع توسع رقعة الاهتمام تعاظمت الحاجة إلى المعلومات حتى إن عددا كبيرا من المستخدمين الذين اتخذوا قرار مغادرة إكس وجدوا أنفسهم مضطرين للعودة بشكل مؤقت على الأقل إذا ربطنا هذا الواقع بطبيعة إيلون ماسك وتعطشه للضوء لم يكن لزخم الأحداث الكثيف أن يمر من دون تدخل من العبقري نفسه الذي التزم الحذر في البداية مقدما رد فعل معياري يشبه غيره إلا أن القرار الإسرائيلي بتعمد قطع الاتصالات عن قطاع غزة كان لحظة مفصلية إذ وجد أغنى رجل في العالم نفسه أمام مطالبات بتوفير الاتصال عبر تقنية ستارلينك بصرف النظر عن صعوبة التطبيق الفعلي لهذا الاقتراح ليجيب بأنه سيوفرها لـ المنظمات الإغاثية المرخصة وسط التهليل أو التنديدات ثاني النقاط التي توضح لنا كيف تعاظم حضور ماسك في هذه المسألة قد تكون بعيدة بعض الشيء عن المنطقة ففي أحد ردوده على مغرد وافق ماسك على ما يمكن وصفه في أحسن الأحوال بنظرية مؤامرة تزعم أن اليهود يؤججون الكراهية ضد البيض وأنهم يعكفون على تنفيذ عملية استبدال عرقي وثقافي للسكان البيض بمهاجرين غير بيض الأمر الذي سيؤدي إلى إبادة البيض بعدها انسحبت شركات معلنة كبرى كانت قد صمدت خلال موجات الحماقة السابقة الملفت هذه المرة أن ماسك لم يضطر للاعتذار حتى بعدما هاجمته رابطة مكافحة التشهير الأميركية أو يقر بخطأ ما وكل ما استلزمه الأمر لتعود الرابطة وتشيد بجهوده كان بشكل غريب التعهد بحظر عبارات معينة مثل من النهر إلى البحر أو نزع الاستعمار وكأن معاداة السامية والشأن الفلسطيني صارا قرينين فعليا هكذا وكي يحفظ ماسك ماء الوجه بنفس الطريقة الغرائبية استقل الطائرة ليلتقي برئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس إسحق هرتسوغ منذ أيام ثم يطرح خطته المفصلة لحل المشكلة وتشمل قتل من يصرون على قتل المدنيين وتغيير التعليم كي لا ينشأ جيل من القتلة ونشر الازدهار كما يقول يمكن تخصيص مساحة بأكملها لتحليل هذه الخطة الغريبة والأصداء العنصرية التي تزخر بها إلا أن الأجدر هنا هو التفكير بسؤال قبلي لماذا يقدم ماسك بالمقام الأول خطة للحل وكيف صار إسهامه هاما ابتسم أنت في العالم قبل شهر تقريبا التقى ماسك برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والتقى قبلها قادة آخرين كرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وبالنسبة لرجل أعمال من هذا الطراز يبدو الثقل السياسي الذي يتمتع به غريبا بعض الشيء خصوصا عند مقاطعتها مع الصورة السائدة عن السياسة بوصفها ملعبا لـالكبار لا يمكن فصل ماسك عن طائفته ولا يمكن فصل هذه الطائفة عن أحداث عدة تبدأ بهذا العصر وتمتد لتشمل الخلل السياسي الذي صار من المعتاد إفرازه كل فترة لمكونات فاشية في معظم دول العالم لهذا الفشل عواقب عدة لناحية الدفع بشخصيات الواجهة Front Characters لتلعب أدوار المخلص بلمسة ستارلينك سحرية مثلا والأهم الأذن التي نشكي لها سوء المعاملة أو نواجهها بالحقائق متسائلين هل رأيت هذا سيد ماسك ماذا ستفعل حياله وبما أن الرئيس التنفيذي أيا كان ليس المشكلة بقدر كونه واحدا من أبرز أعراضها فإن المسألة في الجوهر ترتبط بالمنظومة نفسها لا الأفراد وهي مسألة أكبر حجما بكل حال إلا أن التركيز في الوقت الراهن على أهمية التعريفات لما تعنيه القضية الفلسطينية بأصدقائها وخصومها وعلام تراهن يبدو خيارا معقولا وضروريا وذلك ليس بغرض تجنب التناقضات وحسب كما يجري حين ينتهي الأمر بوقت ضائع لاستجداء رجل أعمال كان يتأمل المهاجرين العالقين على الحدود الأميركية منذ أشهر بكل ما تقوله صورة كهذه بل لإعادة تفحص هذه الخارطة في الوقت الراهن وبما تغير فيها ولم تعد تنفع معه بعض التصورات السابقة

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح