تهم التهرب الضريبي تلاحق المؤثرات الروسيات

واجه عدد من المدونين الروس في الفترة الأخيرة ملاحقات على خلفية اتهامهم بالتهرب من دفع الضرائب طاولت بالدرجة الأولى النساء اللواتي يقمن في الخارج ويروجن نمط حياة يتسم بالرفاهية المفرطة ويقدمن نصائح حول كيفية تحقيق السعادة الشخصية والثراء وفي آخر حلقة من هذا المسلسل أعلنت مديرية التحريات للجنة التحقيق الروسية في مقاطعة موسكو في نهاية إبريل نيسان الماضي عن إدراج اسم الموثرة إنا تلياشينوفا 43 عاما المقيمة في دبي على قائمة المطلوبين لاتهامها بالتنصل في أعوام 2020 2022 من دفع ضرائب قيمتها 431 مليون روبل نحو 5 3 ملايين دولار أميركي وفقا لسعر الصرف الحالي شاملة الغرامات تقدم تلياشينوفا نفسها بأنها صاحبة منهجية تتيح تحويل الأحداث السلبية إلى الإيجابية في أي من مجالات الحياة وفي 23 إبريل قررت محكمة في موسكو تمديد الإقامة الجبرية لمدة شهرين بحق ألكسندرا ميتروشينا لاتهامها بتبييض نحو 60 مليون روبل 740 ألف دولار تقريبا عبر شراء عقارات في العاصمة الروسية وهي تهمة أقرت بها وتعرف ميتروشينا عن نفسها بأنها خبيرة مبيعات عبر المدونات الشخصية ويبلغ عدد متابعيها على إنستغرام نحو 2 7 مليون وقدرت حجم أعمالها على إنستغرام خلال عام 2021 وحده بـ303 ملايين روبل 3 7 ملايين دولار تقريبا فيما بيع ما لا يقل عن 100 ألف نسخة من كتابها الصادر عام 2019 بعنوان الترويج للمدونات الشخصية على إنستغرام وفي بداية مارس آذار الماضي أصدرت محكمة في موسكو حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بحق المدونة يلينا بلينوفسكايا لإدانتها بتهمة التهرب من دفع الضرائب ويعرف عن بلينوفسكايا أنها من مواليد عام 1981 وبدأت خلال إجازة الأمومة نشاطها مدونة على شبكتي أودنوكلاسنيكي وفكونتاكتي الاجتماعيتين الروسيتين وإنستغرام الأميركية ومحتواها يركز على ما يتعلق بالأمومة والإنتاجية والنجاح وأطلقت بلينوفسكايا عام 2015 ماراثون الأمنيات لإلقاء دروس في كيفية التعامل الصائب مع الأحلام والتخلص من العقر وبحلول عام 2023 وصلت قيمة الاشتراكات في دورتها في فئة الشخصيات المهمة جدا إلى 300 ألف روبل نحو 3700 دولار وترى الصحافية الروسية والرئيسة المشاركة لنقابة الصحافيين والعاملين بوسائل الإعلام منحلة حاليا صوفيا روسوفا في الحلقات الأخيرة من ملاحقة المؤثرات على منصات التواصل سعيا من الدولة الروسية لتعزيز قبضتها على الإنترنت وإرضاء الرأي العام الذي يشعر بالاستياء عند متابعة من يتباهين بالثراء الفاحش وحياة الرفاهية التي تبقى خارج متناول الأغلبية الساحقة من السكان العاملين بوظائف عادية وتقول روسوفا متحدثة لـالعربي الجديد تسعى الدولة الروسية لتعزيز سيطرتها على قطاع الإنترنت ودعم الخزانة العامة عبر جباية المزيد من الضرائب بعد أن ظلت عوائد الإعلانات والدورات التي ينظمها المؤثرون خارج نطاق الرقابة المالية على مدى سنوات طويلة وعلى صعيد السياسات أقر نواب في مجلس الدوما النواب مرارا بأن دورات نمو الذات التي يوفرها هؤلاء مشكوك في أمرها وتلحق ضررا بالمجتمع داعين إلى مراجعتها وحتى حظرها ومع ذلك تجزم بأن تضييق الخناق على المؤثرين يحظى بتأييد من عامة الناس في روسيا وتوضح أن نمط حياة الثراء والرفاهية الذي تروجه المدونات عبر نشر صور ليخوت فاخرة وقضائهم عطلات في جزر المالديف يثير استياء المواطنين إدراكا منهم أن رواتبهم هم لا تؤهلهم أبدا إلى عيش مثل هذه الحياة خاصة أن أغلب المؤثرين يقيمون خارج روسيا في دول ذات مناخ دافئ كالإمارات وتايلاند مستغلين الجمهور الروسي فقط لجني أرباحهم وتشكك في وجود دوافع سياسية بحتة لملاحقة هؤلاء المؤثرين وتقول صحيح أن ميتروشينا شاركت في الحياة السياسية والاجتماعية للبلاد لكنها تفرغت في الفترة الأخيرة لأعمال تجارية بحتة ولفتت الأنظار كونها مدونة تروج نمط حياة يتسم بالرفاهية وتحقق أرباحا طائلة ولما كان المحتوى الذي تصنعه المدونات تهيمن عليه المبيعات وتقديم النصائح للنساء فلا مجال للحديث عن تقييد حرية التعبير باستثناء حث المدونين بصورة غير مباشرة على مغادرة إنستغرام والانتقال إلى مواقع التواصل الروسية الخاضعة لسيطرة الدولة مثل فكونتاكتي ومنذ بدء الحرب الروسية المفتوحة في أوكرانيا في بداية عام 2022 شنت موسكو حملة ضد المواقع الأميركية للتواصل الاجتماعي إذ حجب هيئة الرقابة الروسية روس كومنادزور شبكتي فيسبوك وإنستغرام خلال أيام عدة على بدء المرحلة الساخنة من النزاع وعلى الرغم من أن الحظر لم يطاول حينها منصة يوتيوب التي باتت تحتضن قنوات لأبرز المدونين المعارضين ووسائل الإعلام المستقلة الروسية ذات التوجهات الليبرالية بدأت الرقابة الروسية منذ العام الماضي بإبطاء أداء يوتيوب وتعطيلها أيضا وقابل ذلك ترويج فكونتاكتي ومنصة الفيديو البديلة روتيوب يذكر أن الصين شنت حملة مماثلة خلال السنوات الماضية ضد مشاهير منصات التواصل