غيثة نمروش حكاية مغربية انتصرت على سرطان هودجكين

٤٠ مشاهدة
لم تتوقع الشابة المغربية غيثة نمروش أن تصاب بمرض سرطان هودجكين إلا أنها رفضت الاستسلام وقاومته حتى انتصرت عليه وعادت إلى دراستها الجامعية وتحلم بافتتاح مشروعها الخاص تسلحت الشابة المغربية غيثة نمروش بالأمل في الشفاء والتفاؤل بالمستقبل وهي تخوض رحلتها مع مرض السرطان الذي أصيبت به وهي طالبة جامعية لم تهزمها الأحكام الجاهزة التي تربطها بالنهاية الوشيكة ولا حصص العلاج الكيميائي التي كانت تتحمل مشقة السفر إليها من مسقط رأسها في فاس إلى الدار البيضاء بل كانت ترفع شعار لا يأس مع الحياة وتنظر إلى الابتلاء بعين الرضا بقضاء الله وقدره نمروش التي تعافت من سرطان هودجكين يصيب الجهاز اللمفاوي تحكي لـ العربي الجديد عن رحلتها مع المرض في أكتوبر تشرين الأول عام 2012 ولاحظت تضخم أورام صغيرة ومتفرقة في عنقها تشبه العقد مترافقة مع بعض الأعراض كالحمى والتعرق وضعف في التنفس وارتفاع درجة الحرارة وبعد خضوعها لسلسلة من الفحوصات والتحاليل قرر الطبيب إجراء عملية لاستئصالها قبل أن يوجهها إلى إجراء تشريح دقيق لعينة من الغدد الليمفاوية للتأكد من وجود خلايا سرطانية من عدمه تضيف اضطر والدي للتوجه إلى مدينة الرباط لإجراء التشريح لدى المصالح المختصة وكان علينا الانتظار أسابيع للحصول على النتيجة غير أن الصدمة كانت كبيرة وأظهرت إصابتي بالسرطان لم يتمكن والدي في البداية من إخباري بالأمر وطلب من الطبيب إبلاغي خلال الموعد الذي كان مقررا بيننا وفعلا ذلك ما حصل وقابلت الخبر على ثقله وصعوبته بالحمد والشكر ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل في تقبل المرض سر التغلب عليه هذا ما ردده الطبيب على مسامع الشابة محفزا إياها على بدء مرحلة العلاج التي تلي مباشرة الكشف والتشخيص قررت أن أبدأ في الحين وكأن قوة خفية كانت تدفعني إلى الأمام توجهت برفقة والدي إلى مصلحة أمراض الدم وأنكولوجيا من التخصصات الطبية المهمة التي تتدخل مباشرة في الاستراتيجية العلاجية لأمراض السرطان الكبار لمعالجة سرطان الدم في مستشفى 20 غشت بمدينة الدار البيضاء وهناك عرفت نوعية السرطان الذي أصبت به وتقرر فعلا أن أخضع للحصة الأولى من العلاج الكيميائي التي كانت صعبة جدا وبدا لي الوقت طويلا والساعات لا تنتهي ربما كانت هالة الخوف التي تحاول نمروش السيطرة عليها داخليا سببا ثانيا في جعلها تبحث أكثر عن المرض وتطوراته تقول عرفت أنه يصيب خلايا الدم خصوصا اللمفاوية منها وعلى الرغم من أن أسبابه غير محددة بدقة تتراوح نسبة التعافي منه ما بين 40 و95 في المائة بحسب أرقام الجمعية المغربية لأمراض الدم وتعد أعلى مقارنة بأمراض سرطانية شائعة أخرى وهو ما مدني بالعزيمة والاستمرارية وعدم الاستسلام خضعت المريضة لـ 14 جلسة من العلاج الكيميائي كما تقول لـ العربي الجديد يضيف التقيت مرضى من مختلف الفئات العمرية أطفالا وشبابا وكبارا في السن رأيت حالات أسوأ من حالتي فاستجمعت كل قوتي وقصصت شعري بيدي وتهيأت للمراحل المقبلة كانت حالة إحدى المصابات التي تعافت بعد انتكاسة عايشتها برفقتها بمثابة نافذة نحو غد أفضل وعن أبرز الصعوبات التي تعرضت لها خلال رحلة المرض تشير إلى أن في مقدمتها مشقة التنقل من مدينة إلى أخرى للخضوع للعلاج الكيميائي وما يتبع ذلك من إرهاق وتعب خصوصا أن المريض في حاجة إلى الراحة والإضاءة القليلة وتجنب مخالطة الناس حتى لا يزيد من إضعاف جهاز المناعة في الجسم وتوضح اضطررت أيضا إلى التوقف عن الدراسة خلال فترة العلاج غير أنني لم أستسلم للفراغ بل أدركت مدى شغفي بعالم الطبخ والحلويات كان ذلك بمثابة متنفس حقيقي لي بالإضافة إلى متعة السفر بحسب حالتي واستقرارها ولا أنفي أنني كنت محظوظة بالسند العائلي والوجود في بيئة سليمة ومتوازنة ساهمت في خروجي من دائرة العلة إلى عالم التعافي السرطان مكلف ويستذكر والدها عبد الفتاح نمروش الذي واكب مسيرتها العلاجية تلك الفترة قائلا كانت قاسية علينا جميعا خصوصا أنه لا تاريخ مرضي للعائلة ولم يسبق لنا معرفة شيء عن هذا المرض ولا تفاصيل التشخيص وسبل العلاج كان الخوف من خسارة ابنتي يسيطر علينا جميعا في ظل الأحكام والتصورات الجاهزة والمغلوطة أحيانا عن السرطان لهذا عندما عرفت إصابتها دخلت في حالة نفسية صعبة جدا غير أن فلذة الكبد أظهرت صبرا وقدرة على التحمل ويستدرك صحيح أن مرض السرطان مكلف ماديا ومعنويا ونفسيا غير أنه بمثابة اختبار حقيقي لصدق البشر من حولنا في هذا الصدد لا يفوتني أن أشكر كل من قدم لنا يد المساعدة وعلى رأسهم الدكتورة أسماء قصار المتخصصة في علاج مرض السرطان بمستشفى 20 غشت التي كان لها دور مهم في متابعة حالة ابنتي وإرشادنا وتخفيف توترنا ولن أنسى صنيعها وهي أهل لكل تقدير وامتنان بعد الله كان يقين نمروش وأسرتها بالله كبيرا وهو ما كلل رحلتها بالتعافي بعد حرصها على الالتزام بالعلاج والنظام الغذائي المتوازن والطاقة الإيجابية وهي اليوم تتابع وضعها الصحي بانتظام وتمارس حياتها بصورة طبيعية وأكثر قوة وثقة من السابق تضيف استأنفت دراستي في المعهد العالي الدولي للسياحة في طنجة تخصص استراتيجيات وإدارة المنشآت الفندقية وأحلم بافتتاح مشروعي الخاص ومشاركة خلاصة تجاربي مع الآخرين وتختم غيثة حديثها قائلة تعلمت من فترة المرض إعادة اكتشاف ذاتي وغايتي من هذا الوجود ورتبت أولوياتي وتصالحت مع نفسي بكل تغيراتها وعرفت معنى الكلمة الطيبة والخطوة المشجعة والابتسامة الصادقة وأنها ما ضاقت واستحكمت حلقاتها إلا لتفرج هذه خلاصة تجربة إنسانية ورسالة أمل ومقاومة توجهها الشابة المغربية إلى كل محاربي السرطان بمختلف أنواعه وهو أنه لا مجال للاستسلام والمرض ليس وصمة اجتماعية والدواء ليس إبحارا نحو المجهول وأن المحنة قد تتحول إلى منحة وانتصار وأن لكل أجل كتابا

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح