ليتنا كنا حجارة البيوت

٢٢ مشاهدة
برندا هناك على شرفة في الذاكرةرجل يقص الورق الميت من زريعتهلا تعرف الشرفة أنها خيالولا الرجل أنه لحظة ولكن الزريعةتدرك أنها ميتةمنذ زمن مديد كنبة حمراء في داريا 1 اشتريت ممحاة وبدأت منذ يومأمحو كل ما كتبت من قبل واشتريت مقصا كبيرا وبدأت بقصحبال غسيل القصائد القديمة توسلت لشجرة شاحبةحفرت عليها حلمي هل تعطيني الإذن بأن أقطعك تعالي واحترقي مع باقي أوراقي أبنائك أعانق الهواء كل يومأختفي أود لوأتحول إلى شريط مغنيزيوميصبح محض نثار أبيض بعد عناق الهواء ها أنا الآن تدهسني مدينتي بالآخرين دهستني دمشق دائما لأنني منها يدهسني الآخرون 2 ها أنا تمر بي الغرفة تلو الغرفة تلو الغربةوعيون شتى تأكل أفكاريأيخاف الناس من الأفكار من رجل يغطي عيونه الحالمة ويخرج في الهواء كي يحترق للخوف مخالبللحزن مخالب أيضاوأنا لا ينهشني الخوف ولا يضنيني الحزنولكن تأكلني لغة تظلمني الآن أعاقب نفسي لأسامحهاأمحوها من هذا الشارعحرفا فحرفالأعود إلى حيث بدأت إلى تلك الكنبة مدينة لنا مدينة 1 أعرف أن النصوص التي أكتبها كي تنقذنينصوص سيئةكما تعرف المياه أن الكؤوس التي تسحبهامن البحر كؤوس سيئة أعرف أن الحروف تصير فتاتا أمامضجيج الكرنفالكما يصير الصهيل هزيلاأمام الوغى أعرف أن صوتي الذي يستنجد الفراغسيقتلني لو قلت الحقيقةكما تعرف الحمامة أن الغصن الأخضر الناعم سيسقطها إلى الأرض إن وقفت عليه 2 أعرف أن الذين أرادوا الشراب استفاقواوأن الذين أرادوا القصيدةاغتنوا باللغات الجديدةوأن المدينة صارت مدينةلنا بالحزن والذل الزلال ولكن نملا كثيرايدور بكل انتظام وكل انهماك أماميويمتد نحوي ويعلو فأدنووأذكرأنني زيت وماء الكل يبكي ويكتب كزيت وماء في إناء يا لبؤس الكاتبين يا لبؤس الباكين الكل يبكي ويكتبوأنا أريد أحد الأمرين ويستعصي يا لقسوة النهار راكضا على رؤوسنا المهشمةيا لقسوة الشارع عازما على التهام ما تبقى من حذاء السائرين السائلين يا لقسوة البيوت الجديدة تمسكنا فوق الأسرة وحدناوتقلبناكقشور البرتقال على حطب القرى ولا شيء إلا أريج الأسى يا لقسوة الرفاق يجرون أحزاننا معهم إلى الحياةونحن نريد المكوث في العجز نريد التوقفيا لقسوة الحب يجبرنا على اجترار كل قسوة في سبيله حقائب هناك حقائب شتى في كل مكانحقيبة طفل فيهاعلبة ألوان خشبية حقيبة رجل فيها مسدس فضي حقيبة فيها تضع المرأةعمرا كاملا وهناك حقيبة سفر يضع الرجل عليها حقائب أخرىهناك حقيبة هاتفوحقيبة دارسوحقيبة فارسهناك حقيبة ساعي بريد الأرضوهناك حقيبة شرطي المجرموحقيبة مسؤول الحقائب الدوليوحقيبة شحاذ منسيعلى الجسرهناك هناك حقائب شتىكبرى صغرىحقائب جلد الأفعىحقائب ناس تسعىوحقائب ناس تنسىوحقائب أمي هناك حقائب للتاريخوحقائب للمستقبلتوضع فيهاعملات رقمية لكنيا من تترجم هذي القصيدة القصيرةهناك هل تفهم أبدا معنىأن يصير المرء حقيبة البيوت زلزلت اسمعوا صمت النجاة ذا لحمنا يئن سيخرج مرة أخرى ويدمل مرة أخرى وينسج نفسه من نفسهويبرأ من المصيدة يا ليتنا كنا حجارة البيوتلا نخون أهلنا يا ليتنا الحجارةنهوي على الطريق بيننالنقتله ذا بيتنا يئناسمعوالحمنا في المصيدةاسمعوالحمنافي المصيدة الإنجاز كم شاعرا يحتاج أن يصبح الشاعر ليصبح شاعرا كم صورة تتوالد عن نفسها كي تخلق صورة مفردة كم مرة يكتب الشاعر نصا جيدا كم مرة يكتب الشاعر نصا كم مرة يكتب الشاعر كم مرة قبل أن يموت على شكل مفردة صارت لغة الشاعر صار الشاعر والطبيعة ليس يزعجها التغيربل تثور تصيروكل هذا الكونمحض قصيدة صارت تصيرلغة تصيد العالم المرمي في ذهن ابن آدمفي الباصفي الساحاتفي صخب القطار الآنتكتب الشعراء تنجز نفسهاالآن أعني دائماأعني غدافي الأمسأعني كل وقت تكتب الشعراء تنجز نفسهاكما تنجز الأشجار نفسهاكما تنجز المياه نفسهاكما تنجز العطور نفسها وزجاجة العطر قد تنتهيفعلاولكن شاعر وباحث سوري من مواليد دمشق عام 1992 حاصل على درجة الماجستير في الأدب المقارن من معهد الدوحة صدرت له مجموعة شعرية بعنوان إنتروبية شعرية في كوالالمبور بماليزيا عام 2019 وشارك في مجموعة قصصية بعنوان The lockdown Chronicles عام 2020 القصائد المنشورة هنا من مجموعة شعرية تصدر هذه الأيام عن دار مرفأ في بيروت بعنوان مدينة مدينة حفرة في رأس

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح