سينما الصوابية السياسية انخفاض نسبة المشاهد الجنسية إلى 40

٥٤ مشاهدة
شهد العام الماضي انخفاضا ملحوظا في نسبة المشاهد الجنسية في الأفلام الغربية المنتجة منذ عام 2000 حتى اليوم هذا ما أكدته دراسة بريطانية جديدة شاركت فيها مجلة ذا إيكونوميست والصحافي الإنكليزي المتخصص في السينما ستيفن فولوز ووفقا للباحثين المشاركين في الدراسة فإن نتائجها لم تكن متوقعة خاصة حين كشفت عن مفاجآت أخرى من أهمها أن عدد الأفلام التي لا تحتوي على أي محتوى جنسي ارتفع من 20 في المائة سنويا إلى ما يقرب من 50 في المائة ويبدو التغيير أكثر وضوحا في أفلام الحركة إذ انخفضت المشاهد الجنسية بنسبة 70 في المائة في عام 2023 مقارنة بعام 2000 في حين انخفضت المشاهد الجنسية الصريحة في الأفلام الرومانسية بنحو 20 في المائة المشاهد الجنسية في مئات الأفلام ركز الباحثون المشاركون على دراسة 250 فيلما دوليا أنتجت في الفترة من عام 2000 حتى 2023 خاصة الأفلام التي تعد الأكثر ربحا للجوائز في المهرجانات السينمائية المعترف بها هكذا أظهرت الدراسة هذا الانخفاض الكبير في عدد المشاهد التي كانت تحرج الرقابة سابقا وهو ما أرجعته الدراسة إلى عدد من الأسباب كان من أهمها توفر المحتوى الإباحي بكثرة على شبكات الإنترنت وكذلك التأثير الواضح لحركة Me Too على صناعة السينما خلال الأعوام السابقة إذ حررت هوليوود من هيمنة الرجال عليها وشكلت نقطة تحول حقيقية حتى إن العديد من الأفلام أصبحت تستعين بمتخصصين لتنفيذ المشاهد الحميمية وتصميمها أو ما صار يعرف باسم Intimacy Coordinator كي تضمن حماية الممثلات من أي انتهاكات كانت تحدث سابقا في مثل هذه النوعية من المشاهد وهو أحد نتائج حركة Me Too التي أعادت هذه المهنة من جديد بعد أن كادت تختفي لم يقتصر نشر الدراسة فقط على مجلة ذا إيكونوميست البريطانية بل شارك الصحافي البريطاني ستيفن فولوز نتائجها الكاملة على موقعه الشخصي مشيرا إلى أن الدراسة اعتمدت على عدد كبير من البيانات التي وفرتها مصادر ومراكز بحثية ومواقع سينمائية متخصصة وكذلك هيئات تصنيف الأفلام وقواعد بياناتها ومن بينها OMDb وIMDb وWikipedia وCommon Sense Media وDove org وMPAA وBBFC موضحا أن هذا التراجع في نسبة المشاهد الساخنة على شاشة السينما له العديد من الأسباب الأخرى التي يمكن إضافتها إلى السببين السابقين أبرزها انحيازات الجيل زد إذ أثبتت الأبحاث الأميركية الأخيرة أن جيل الشباب يفضل عدم رؤية مشاهد جنسية صريحة إذا لم تكن تضيف شيئا حقيقيا في تطور الشخصيات الدرامية وهو ما أسمته الدراسة تغير ذوق الجمهور أو تأثير جيل الصوابية السياسية أو ما يعرف بمصطلح الـPolitical correctness التحول في المعايير الثقافية كذلك اعتبرت الدراسة أن هناك عاملا آخر ربما يكون سببا في انخفاض نسبة المشاهد الجريئة في الأفلام الغربية الحديثة وهو ما أطلقت عليه التحول في المعايير الثقافية ورجحت أن الحركات الاجتماعية والمناقشات المتزايدة حول الموافقة والتمثيل بين الجنسين ساهمت في اتباع نهج أكثر حذرا تجاه تضمين المشاهد الجنسية في الأفلام ما يؤكد أن الأجيال السينمائية الجديدة في الغرب أصبحت أكثر حرصا على مشاعر الأقليات العرقية والجنسية والمجتمعية ومن ثم تتلافى الفهم الخاطئ للمحتوى الجنسي أو احتمالية إثارة الجدل عامل آخر اعتبرته الدراسة مؤثرا قويا في هذه الظاهرة ألا وهو اعتبارات السوق العالمية إذ تميل الأفلام التي تحقق أداء جيدا في شباك التذاكر الدولي إلى تفضيل المحتوى الذي يمكن ترجمته عبر معايير ثقافية مختلفة ومن ثم يقللون من الجرعة الجنسية في الأفلام لأنها على الأغلب ستؤدي إلى تصنيفات عمرية أكثر تقييدا أو تؤدي في بعض البلدان المتدينة إلى منع الفيلم أو خضوعه إلى الأجهزة الرقابية ومن ثم تقليل مدى الوصول المحتمل إلى الفيلم ووفقا لستيفن لفولوز فإن هذا التطور لا يعني أن المشاهد الجنسية لم تعد ممكنة ويشير إلى وجود أعمال سينمائية وتلفزيونية تركز خطها الدرامي كله حول الجنس ومنها أعمال شهيرة مثل مسلسلي نشوة Euphoria والتربية الجنسية Sex Education وهي أعمال جريئة وصريحة جدا كما يشير إلى فيلمي اللعب النظيف Fair Play وكائنات تعيسة Poor Things ففي الأول هناك مشاهد خليعة في المراحيض العامة وبيوت الدعارة وفي الثاني تكتشف الشخصية الرئيسية تطورها الداخلي من خلال تطور اكتشافها للجسد وإمكاناته في العام الماضي صدر فيلم The Worst Ones يطرح العمل سؤالا مهما عن مصير هؤلاء الأطفال بعد أدائهم لمهامهم وانتهاء العقود المبرمة مع شركات الإنتاج السينمائي ويشير إلى الاستغلال المحتمل الذي قد يتعرض له الأطفال في مواقع التصوير فضلا عن الضغط والجهد الكبيرين خلال ساعات العمل وبعدها وعلى الرغم من وجود لوائح لحماية الأطفال الممثلين وتنظيم ساعات العمل فإن عوامل الخطر ما زالت مرتفعة خاصة على صعيد الصحة النفسية للأطفال واليافعين في مشهد مؤلم وصادم يبوح المخرج لإحدى الممثلات الطفلات كيف أنها ستتعود على الطاقم وتحبه ثم ستحرم منه بعد أن ينتهي كل هذا بالعودة إلى الدراسة قد لاحظت هذه الأخيرة أن انخفاض نسبة المشاهد الجنسية لم يقلل من انتشار رذائل أخرى في السينما الغربية الجديدة إذ لا تزال مستويات شرب الخمر والمخدرات والعنف والشتائم تشهد ارتفاعا ملحوظا في الأعمال السينمائية الجديدة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح