سكان شمال غزة بلا مياه تعطيش متعمد

٣١ مشاهدة
بات الحصول على المياه من الآبار الجوفية في محافظتي غزة والشمال شبه مستحيل بعد أن كانت مصدر مياه الشرب الوحيد للغزيين الصامدين في تلك المنطقة المحاصرة التي تعرضت لمجازر متعددة نفدت المياه تقريبا في المنطقة الشمالية المحاصرة التي تضم مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع بعد أن توقف الضخ من غالبية الآبار الجوفية التي لم تتعرض للقصف بسبب نفاد الوقود وذلك بعد أن ارتكبت قوات الاحتلال على مدار أشهر العدوان المتواصل جرائم تدمير متكررة لكثير من الآبار لمنع الفلسطينيين من الحصول على المياه وقبل أسبوعين كانت مضخات عدد من الآبار تعمل جزئيا عبر كميات وقود قليلة تصل بصعوبة بالغة من خلال المنظمات الدولية التي تتولى التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي المتحكم في حركة الشاحنات بالمنطقة الشمالية وكان السكان يحصلون منها على كميات محدودة من المياه وكانت في الأغلب غير صالحة للشرب لكنهم كانوا يعتمدون عليها في ظل عدم وجود بدائل ويوجد في المنطقة الشمالية المحاصرة من قطاع غزة أكثر من 350 ألف مواطن جميعهم يتعرضون لتعطيش متعمد من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل منع وصول الوقود إلى قطاع غزة وسط تلميحات إلى اقتراب بدء العملية البرية على مدينة رفح دمر الاحتلال ما لا يقل عن 100 بئر جوفية في محافظات قطاع غزة الخمس وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مساء أمس الأول الجمعة بيانا أكد فيه أن مدينة غزة تواجه كارثة جديدة تتهدد حياة المواطنين بعد توقف ضخ المياه من جميع الآبار كليا بسبب نفاد الوقود والمدينة بالكامل تعيش حالة من العطش الشديد في ظل استمرار توقف ضخ المياه من خط ميكروت الذي أوقفت سلطات الاحتلال عمله منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي يقول أحمد صيام الذي يقيم مع عائلته في منطقة الجلاء بوسط مدينة غزة إن الحصول على المياه في المنطقة الشمالية كان الأزمة الكبرى منذ بداية العدوان الإسرائيلي وكان المئات يتجمعون يوميا حول آبار المياه ويجري إحضار مولدات كهربائية مدعومة من منظمات دولية مثل وكالة أونروا وبرنامج الأغذية العالمي لتضخ المياه للمواطنين المصطفين في طوابير طويلة لكن بعد توقف الضخ ونفاد المياه من بعض الآبار اختفت الطوابير يضيف صيام لـالعربي الجديد كان غالبية الغزيين في المنطقة الشمالية يعتمدون على تعبئة خزانات المياه الأرضية أو ما تبقى سليما منها في ظل تدمير معظم الخزانات التي كانت على الأسطح دمر قصف الاحتلال خزانات منزلي ولم يتبق لي سوى خزان واحد لم يصب بأضرار فقمت بإنزاله إلى الأرض رغم المخاطر وحينها كانت طائرات الاستطلاع تحوم فوق المنطقة وبدأت في تعبئته بالمياه يعيش في منزلي نحو 50 فردا من بينهم أقارب نزحوا من شرقي مدينة غزة بعد أن دمرت منازلهم والمياه تستهلك سريعا وفي فترة الحصار المشدد خلال ديسمبر كانون الأول الماضي عانينا من نفاد مياه الشرب لكن بعدها تحسن واقع المياه قليلا وأصبحنا نصطف في الطوابير لنحصل على مياه تصلح للطبخ والغسيل يضيف تعرضت للمرض وكذا جميع أفراد أسرتي بسبب قلة المياه وتلوث المتوفر منها وعندما تحسنت الأوضاع قليلا وبات يمكننا الحصول على قليل من الخبز أصبحنا نفتقد المياه ونعيش في انتظار وقلق لا أريد أن يموت أحد من أفراد عائلتي عطشا ووالدتي مصابة بأمراض مزمنة ولا أريد أن أفقدها كما فقدت كثيرا من أفراد العائلة شهداء انتظر معاذ أبو إبراهيم 40 سنة قدوم أي عربة لتعبئة المياه لمدة ستة أيام بعد أن نفدت المياه من منزله تماما ويؤكد لـالعربي الجديد أنه اضطر إلى بدء رحلة بحث عن عربات المياه لكنه لم يشاهد أي عربة خلال بحثه المتواصل على مدار يومين يعيش أبو إبراهيم مع كثيرين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة وهم يتنقلون يوميا تحت أشعة الشمس بين مناطق وجود الآبار علهم يجدون أحدها يضخ المياه لكنهم خلال الأيام الأخيرة يعودون إلى منازلهم بلا ماء ورغم العطش الشديد يضطرون لتناول قليل من المياه المتوفرة ويحافظون عليها ما أمكن يقول أبو إبراهيم استطعت الحصول على غالونين من المياه أحاول استخدامهما في الطوارئ فقط وقمت بتقليص كميات مياه الشرب لتوفير ما يمكن بعد أن كنت قبل عشرة أيام فقط أشرب الكمية التي أحتاجها من المياه وتعيش شقيقتي في بلدة جباليا بشمال القطاع نفس الوضع وكلنا نعاني من نفاد مياه الآبار في المنطقة الشرقية الاحتلال يحاول تصدير صورة أننا أصبحنا نأكل بعد فتح عدد قليل من مخابز المنطقة وترويج تلك الصورة للمجتمعات الغربية لكنه في المقابل يمنع وصول المحروقات ويريد أن يقتلنا عطشا لأننا مصممون على الصمود في منازلنا يشرف المهندس عبد الرحمن عبد الله على خطوط نقل المياه في بلدية جباليا النزلة ويؤكد لـالعربي الجديد أن نفاد مياه الآبار جاء بعد تحذيرات متكررة طوال أكثر من شهر للجهات الدولية التي تقوم بإدخال المساعدات ومطالبتها بإدخال كميات أكبر من الطعام والوقود خصوصا إلى مناطق الشمال التي تضم بيت لاهيا وبيت حانون والتي لا تعمل البلديات فيها بسبب الاجتياح البري الذي سبب تدمير المقار والبنية التحتية ويتابع عبد الله توقفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا عن العمل في المناطق الشمالية ما جعل المخيمات والمراكز التابعة لها لا تقدم الخدمات الأساسية أو الإنسانية وباتت محافظتا غزة وشمال القطاع تواجهان كارثة بيئية معقدة تضاف إلى سلسلة طويلة من الكوارث التي سببها الاحتلال مع توقف جميع آبار المياه بالكامل نتيجة نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي وتبحث البلديات عن سبل للتعامل مع الأزمة لكن لا يمكن ذلك إلا بإقرار إدخال الوقود إلى المنطقة وهذا مرتبط بالسلطات الإسرائيلية لن يصمد الناس أكثر من أسبوع بدون مياه وربما تحدث وفيات كثيرة إذا لم يتجاوز الأمر يبلغ مقدار ضخ المياه في غزة نحو 5 من مستويات ما قبل العدوان وحسب بيانات سلطة المياه الفلسطينية فإن مياه الآبار في قطاع غزة تعاني منذ سنوات من تداخل المياه المالحة والمياه الملوثة ويبلغ حجم ضخ المياه في قطاع غزة حاليا نحو خمسة في المائة من مستويات ما قبل العدوان الإسرائيلي ويعيش غالبية سكان القطاع حاليا على أقل من ثلاثة لترات من الماء يوميا وهو رقم لا يمكن مقارنته بالحد الأدنى من المياه الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية والبالغ 50 لترا لتلبية الاحتياجات الأساسية بما في ذلك الشرب والطهي والنظافة وكانت بلدية مدينة غزة وهي أكبر بلدية في القطاع تضخ يوميا نحو عشرة ملايين ليتر من المياه في الشبكات من مصادر متعددة أبرزها الآبار ومحطة التحلية والمياه الواردة من شركة ميكروت الإسرائيلية وتمتلك البلدية 76 بئر مياه جوفية داخل وخارج المدينة من بينها 60 بئرا كانت تضخ مياها صالحة للاستخدام في الشبكات والآبار المتبقية تم إيقاف الضخ منها بسبب شدة ملوحة مياهها ويقول المهندس البيئي فارس أبو النصر لـالعربي الجديد أوقف الاحتلال الإسرائيلي ضخ المياه عبر خط ميكروت في بداية العدوان وتعيش مدينة غزة حاليا حالة من العطش الشديد ويعاني سكانها من نقص مياه حاد بعد تدمير نحو 40 بئرا جوفيا ونحو 120 ألف متر من شبكات المياه فضلا عن نفاد الوقود اللازم لتشغيل مضخات الآبار يضم قطاع غزة حوالي 600 بئر جوفية والكثير منها صغير الحجم وتستعمل في الري والشرب وكان نحو 30 في المائة منها يستخدم في تزويد الغزيين بمياه الشرب منذ بداية العدوان لكن الاحتلال دمر ما لا يقل 100 بئر في المحافظات الخمس من القطاع يضيف أبو النصر في بداية العدوان تعامل الغزيون مع المياه ضمن واقع رضائي عبر الخضوع لاستخدام مياه غير نظيفة على اعتبار أنها ستكون مرحلة مؤقتة لكن بعد أن طالت فترة العدوان أصبحوا مستسلمين للواقع لكن سيكون لذلك عواقب كارثية تشمل أمراضا مستقبلية بسبب المياه الملوثة ومشكلات بيئية بسبب عنصر معايشة الإنسان والحيوانات للأزمة والبيئة في غزة أصبحت مدمرة بالكامل ويحتاج إصلاحها إلى ما لا يقل عن عشر سنوات وكلفة كبيرة وجهود أكبر

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح