دخلات البكالوريا الرياضية في تونس مع المقاومة الفلسطينية

٣٣ مشاهدة
حول طلاب البكالوريا في تونس هذا العام اختبارات الرياضة التي تعرف باسم دخلة الباك سبور إلى مناسبة للتعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية ورفض الحرب على قطاع غزة وجعلوا الملاعب وساحات المعاهد فضاءات لعرض لوحات عملاقة لرموز المقاومة وحملوا أعلام فلسطين وتزينوا بالكوفيات وكانت دخلة الباك سبور قد برزت على نطاق ضيق في تونس بعد ثورة يناير كانون الثاني 2011 ثم تحولت إلى احتفالات واسعة تشمل غالبية المحافظات وتترافق مع عرض طلاب المدارس لوحات فنية تعبر عن آرائهم في قضايا كثيرة تهمهم أو تدور في فلك الأحداث التي تجري حولهم وفي العادة يتنافس طلاب مرحلة الثانوية العامة في ابتكار مواضيع حماسية مستغلين الدخلات والأغاني للتعبير عن مواقفهم في قضايا يؤمنون بها لكن فلسطين طغت على غالبية مظاهرهم الاحتفالية هذا العام يقول الطالب في معهد ابن الهيثم الثانوي بمحافظة باجة شمال غرب محمد غسان الجليفي لـالعربي الجديد شكلت دخلات اختبارات الرياضة فرصة مهمة للتعبير عن دعمنا القضية الفلسطينية والمقاومة وشجب ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم في غزة يتابع اتفقنا منذ بداية تحضير الدخلة على أن تكون فلسطين هي بوصلتنا هذا العام فتلاميذ فلسطين يحرمون من حقهم في العلم وتسفك دماؤهم بسبب الحرب الفظيعة على غزة واستقرت الآراء على أن يتصدر أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام التابعة لحركة حماس واجهات اللافتات الضخمة باعتباره رمزا للمقاومة التي ندعمها ونحيي صمودها ضد المحتل كما تضمن تصميم اللافتات رسائل أخرى تصب في الخانة ذاتها ومنها عن قيمة دماء شهداء غزة وتاريخ انطلاق عمليات طوفان الأقصى ويؤكد الجليفي أن المجتمع الطلابي يواصل دعم القضية الفلسطينية على غرار ما فعلته الأجيال السابقة ويلتزم بإظهار أشكال مختلفة من المقاومة عبر الأعمال الفنية والحشد الجماهيري وقد استغرق إعدادنا الدخلة أسابيع لجمع أموال من أجل شراء المعدات والأقمشة والطلاء والاتصال بمصممين فنيين ومتابعة تفاصيل نماذج الأعمال معهم من أجل إنجاز لوحات عملاقة بمواصفات ذات جودة عالية يضيف تعاونا مع مصمم محترف ينشط ضمن جماهير ألتراس الفرق الكروية بالعاصمة وقد تولى تنفيذ نموذج الشعار الفني الخاص بنا في حين شارك طلاب في أعمال الطلاء وترافق رفع اللافتة الكبيرة في ساحة المعهد مع إطلاق تكبيرات وأهازيج تدعم القضية الفلسطينية ما شكل لحظات فارقة بالنسبة لنا ويصنع التلاميذ سنويا في دخلات اختبارات الرياضة لوحات مشاهد بشيفرات فنية وثقافية تعرض في ساحات المعاهد وتترافق مع قرع طبول وإطلاق مفرقعات نارية ويعتبر الجليفي أنه محظوظ مع زملائه بأن تقترن سنة اجتيازهم امتحان البكالوريا بعام طوفان الأقصى الحدث الفارق في تاريخ الأمة العربية وفيما يحرص تلاميذ المعاهد الثانوية على تحويل موعد اختبارات التربية البدنية إلى احتفال مثير للجدل يسهرون على تنفيذ تفاصيله عبر تصميم لوحات عملاقة تتضمن شعارات ورموزا تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي في بلدهم للفت الانتباه إليهم يرى الباحث في علم الاجتماع محمد الجويلي في حديثه لـالعربي الجديد أن احتفالات اختبارات الرياضة السنوية في معاهد تونس والرسائل التي ترافقها هي امتداد للمشاهد التي تصنعها جماهير الألتراس في ملاعب كرة القدم وتعكس محاولة المجتمع الطلابي إثبات وجوده من خلال تعابير تعرض على هامش هذه المناسبة ويؤكد أن اختيار مواضيع الدخلة يقترن غالبا بالسياق العام في البلاد سواء تعلق الأمر بالأزمة الاجتماعية والاقتصادية أو مسألة الحريات لكنها تغيرت هذا العام لتشمل القضية الفلسطينية التي تحاول حركات الطلاب مساندتها خارج السياق التقليدي الخاص بدعم قضايا الأحزاب والمنظمات يضيف يحاكي طلاب الثانوية العامة مجموعات الألتراس التي خرجت من مربع كرة القدم إلى مربع الفعل السياسي عبر الرسائل التي تبعثها إلى الأنظمة والحكام محليا ودوليا ويعتبر الجويلي أن مجموعات الدعم الكروية تنتج شعارات ومضامين وأغاني تكتسح الفضاء العام وتتحول إلى مواقف سياسية تسجلها الجماهير ضد الأنظمة التي تعاديها وباتت مجموعات الألتراس ضمن أبرز الفاعلين الاجتماعيين وتستطيع شعاراتها التأثير في القرارات السياسية ويفسر الحضور الكثيف للقضية الفلسطينية في تحركات وشعارات الطلاب هذا العام بمحاولتهم التأثير في المجتمعات من خلال مشاهد يصنعونها داخل المؤسسات التعليمية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما يجعل رسائلهم تصل إلى آلاف المتلقين في فترة زمنية قصيرة وهم يحاولون أيضا توجيه رسائل قوية تمر من مرحلة الدفاع عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية في بعدها المحلي إلى مناصرة قضايا دولية عادلة على رأسها القضية الفلسطينية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح