انحياز كمي ونوعي إلى الاحتلال في الصحف البريطانية

٤٩ مشاهدة
أكدت دراسة أجراها كل من سيباستيان شحادة وشيري شقير ونادين طلعت لموقع ذا نيو أراب أن تغطية الصحف البارزة في بريطانيا أثبتت تحيزا ثابتا وعميقا ضد الفلسطينيين مع تجريدهم من إنسانيتهم ومن خلال التحليل الكمي والنوعي فحص ذا نيو أراب مئات العناوين الرئيسية من ذا تايمز وذا تليغراف وذا صن وديلي ميل وهي أربع من الصحف الأكثر قراءة في بريطانيا وتلعب دورا مهما في تشكيل الرأي العام فـذا صن وحدها لديها نحو 30 مليون قارئ شهريا في هذا البحث جمع ذا نيو أراب كل المقالات المتوفرة على الإنترنت التي نشرتها صحيفة ذا تايمز 112 وذا تليغراف 106 وذا صن 114 وديلي ميل 285 في الفترة ما بين 7 أكتوبر تشرين الأول 2023 و7 فبراير شباط 2024 حول قطاع غزة وإسرائيل وحللت هذه المقالات الـ617 للتأكد من تحيزها أظهرت النتائج أن الصحف الأربع جميعها تفضل بشكل غير متناسب حياة الإسرائيليين والروايات الحكومية على حياة الفلسطينيين وبصورة أكثر تحديدا تظهر المصادر الأربعة جميعها في عناوينها الرئيسية تحيزا ضد الفلسطينيين بالطرق الثلاث التالية نشر قدر كبير من اللغة العاطفية عند وصف المعاناة الإسرائيلية وتضخيم المبررات الإسرائيلية للعنف ونزع الإنسانية من الفلسطينيين ووجد ذا نيو أراب أن 64 في المائة من العناوين كانت لصالح إسرائيل مقارنة بـ16 في المائة فقط لصالح الفلسطينيين وكانت نسبة الـ20 في المائة المتبقية من العناوين محايدة أو غير ذات صلة كفاية وقال أستاذ الإعلام والاتصالات في كلية لندن للاقتصاد عمر الغزي إن هذه النتائج صادمة وغير مفاجئة في الوقت نفسه إذ إن كثيرا من الأشخاص الذين يهتمون بالاطلاع على ما يحدث في هذه الحرب توقفوا عن الحصول على أخبارهم من المصادر البريطانية وخلال فترة التحليل قتلت إسرائيل أكثر من 27 ألف فلسطيني في قطاع غزة واليوم يتجاوز عدد الشهداء 32 ألفا فيما يواجه الملايين من الغزيين المجاعة وكانت الصحيفة التي أظهرت التناقض الصارخ هي ذا صن التي استخدم 74 5 في المائة من العناوين الرئيسية فيها لغة عاطفية حول القتلى الإسرائيليين مقارنة بـ4 5 في المائة فقط للفلسطينيين أي بمعدل 25 إلى 1 العنوان التالي هو مثال جيد الشر الذي أطلق العنان لأبناء حماس يشوي الأطفال أحياء في الأفران أثناء المذبحة المسعفون يكشفون حجم الفساد الإرهابي الذي جرى كشفه ووجد ذا نيو أراب أن هذا النوع من اللغة القاسية المشحونة للغاية منتشر على نطاق واسع عبر صحيفتي ذا صن وديلي ميل وكلتاهما من الصحف الشعبية الصفراء إضافة إلى سلسلة من المصطلحات اللاإنسانية مثل الوحوش والمتوحشين عند وصف حركة حماس وفي الحالات النادرة التي استخدمت فيها العناوين الرئيسية لغة عاطفية في الإشارة إلى الضحايا الفلسطينيين للجرائم الإسرائيلية كانت اللغة سلبية نسبيا على سبيل المثال جاء في أحد أخبار ديلي ميل مقتل ما لا يقل عن 68 فلسطينيا من بينهم سبعة أطفال في مخيم اللاجئين في غزة في واحدة من أعنف الغارات الجوية الإسرائيلية منذ بدء الحرب كما جرى ذبح 15 جنديا من جيش الدفاع الإسرائيلي عشية عيد الميلاد الدموية حتى استخدام كلمة قتلوا لوصف الفلسطينيين كان نادرا وفي عناوين رئيسية عدة جاءت الوفيات الفلسطينية بصيغة المبني للمجهول وهو تكتيك مصمم عادة لتجنب إلقاء اللوم على المجرم وصف أحد عناوين ديلي ميل غارة جوية إسرائيلية بأنها تخلف 200 قتيل أعقبها بعد أن خرق صاروخ حماس وقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أيام هذا النوع من التبرير الإضافي الذي يبرئ الجيش الإسرائيلي ضمنيا لوحظ بشكل متكرر عبر ديلي ميل وذا صن إضافة إلى ذلك وجد موقع ذا نيو أراب أنه في الصحف الأربع عندما استخدمت اللغة العاطفية لوصف الفلسطينيين كانت مخصصة تقريبا حصريا للنساء والأطفال كما هو الحال في هذا العنوان من ذا صن الأطفال المذعورون في غزة وإسرائيل متحدون بسبب الرعب عبر الانقسام كان هناك اتجاه آخر يتمثل في التركيز غير المتناسب على القصص الفردية لمعاناة الضحايا الإسرائيليين أو الحكايات البطولية عن البقاء في غياب لقصص الفلسطينيين الشخصية ووجد ذا نيو أراب أن الإسرائيلية شاني لوك خصصت لها عناوين عاطفية في ذا صن أكثر من جميع عناوين الصحيفة عن الضحايا الفلسطينيين بمعنى آخر أعطت الصحيفة امرأة إسرائيلية اهتماما إنسانيا أكثر من 27 ألف ضحية فلسطينية في أنحاء غزة والضفة الغربية وكشف تحليل ذا نيو أراب أن عناوين هذه الصحف الأربع استخدمت لغة عاطفية بحرية تجاه الإسرائيليين لكنها كانت محجوبة وغير مبالية عند مناقشة الضحايا الفلسطينيين وبينما تموت النساء والأطفال الفلسطينيون هكذا ببساطة يقدم للقارئ إسرائيليون دامعون يذبح أحباؤهم باستمرار أو تقطع رؤوسهم وتقشعر لهم الأبدان بينما حركة حماس توصف بـالشريرة والقاسية والوحوش والإرهابيين والمتوحشين والبرابرة قال الغزي عن النتائج التي توصل إليها ذا نيو أراب إنها تمثل تدوينا واضحا لكيفية توجيه هذه الصحف أو سعيها للتأثير على الرأي العام عندما تقول له الإسرائيليون هم الضحايا الذين يجب أن تشعروا بالتضامن معهم ويجب أن تشعروا بأنهم أناس مثلنا في حين أن الفلسطينيين لا داعي للقلق بشأنهم وفي حين أن العناوين الرئيسية لـذا تايمز وذا تليغراف تستخدم لغة عاطفية أقل من الصحف الشعبية مثل ذا صن وديلي ميل فقد وجد ذا نيو أراب أن كلتا المطبوعتين تميلان بشكل غير متناسب إلى إسرائيل ركزت كلتا الصحيفتين على الروايات التي تبرر الإجرام الإسرائيلي في قطاع غزة وتضعه في سياقه على سبيل المثال أوضح أحد العناوين الرئيسية في صحيفة ذا تايمز كيف أن الانتقام من السابع من أكتوبر تشرين الأول سيكون سلاما ومما يثير القلق عدد عناوين ذا تليغراف التي تعبر عن الدعم غير المشروط للجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين مثل المدنيون في غزة متعاطفون مع الإرهابيين أو لإسرائيل كل الحق في القيام بكل ما يلزم للقضاء على حماس النازية في الواقع كانت مثل هذه العناوين شائعة جدا لدرجة أن حوالي 57 في المائة من عناوين ذا تليغراف البالغ عددها 106 تعبر عن روايات تبرر حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة على النقيض من ذلك لم يعبر عن الروايات التي تبرر النضال الفلسطيني المسلح أو تضعه في سياقه ولو مرة واحدة في أي منشور عبر العناوين الرئيسية البالغ عددها 617 التي حللها ذا نيو أراب

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح