الفيلسوف السقاف والشيخ الزنداني في جامعة صنعاء

٤٦ مشاهدة
كريتر سكاي/ د. قاسم المحبشي

ذات يوم من عام ١٩٩٢ كنت في جامعة صنعاء لغرض متابعة تعييني معيدا في كلية الآداب بناءًا على رسالة من رئيس جامعة عدن حينها محمد العمودي إلى رئيس جامعة صنعاء عبدالعزيز المقالح دعكم منها ..

في صباح ذلك اليوم ذهبت إلى كلية الجامعة وشاهدت جموعا محتشدة بجانب قاعة (جمال عبدالناصر) معظمهم بالزي اليمني التقليدي وبعضهم يحملون أسلحة نارية ..

سألت أحدهم ماذا يوجد هنا؟ فأجابني مناظرة فكرية بين الشيخ (عبدالمجيد الزنداني) والدكتور (أبو بكر السقاف) .. شكرته وتوجهت مباشرة إلى القاعة.

كانت مزدحمة بذوي الرؤوس المعممة ولم ألحظ الطلاب ، أخذت مكان في الخط الثاني في زاوية قريبة للمنصة التي كانت خالية بعد عشر دقائق من الانتظار الممل في قاعة تعج بالضجيج القبلي ، إلا ودخل الأستاذ الدكتور أبو بكر السقاف منفردًا لا يرافقه أحد فنهضت لاستقباله وعرفته بنفسي فأنا من المعجبين به وبكتاباته الرصينة ، فرحب بي وجلس في حالة من الذهول والدهشة من نوعية الحضور !

بعد ثلاث دقائق اكتظت البوابة العريضة بسيل من المسلحين الرسميين والقبليين برفقة الشيخ الزنداني ، ونهض معظم الذين كان في القاعة مرددين الشعار الأثير (الله أكبر) مع قمقمات غير مفهومة ..

شق موكب الزنداني طريقه مباشرة إلى المنصة في مشهد احتفالي غوغائي من التصفيق الحماسي.

أجلسوا الشيخ على المقعد الأول في المنصة.
كان مبتسما كعادته ابتسامة الواثق من نفسه .

فحضر شخص آخر هو زنداني كان عضوا في هيئة التدريس في الجامعة لم اعد اتذكر اسمه ربما هو (منصور الزنداني )وعلمت أنه كان رئيسا لنقابة هيئة التدريس في الجامعة حينها .. أخذ المكرفون وافتتح الجلسة بمقدمة طويلة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية والترحيب بالشيخ الجليل وقال بلهجة ساخرة أين الفيلسوف أبو بكر السقاف؟! رد السقاف بصوت خفيض أنا هنا . قال : تعال إلى المنصة نبدأ المناظر الفكرية !
رد السقاف أي مناظرة فكرية في ثكنة عسكرية؟!

لن أصعد المنصة قبل أن تختفي تلك المظاهر المسلحة ليس

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع كريتر إسكاي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح