الاحتلال يطارد الفنانين الفلسطينيين المدافعين عن غزة

٢٩ مشاهدة
تستهدف التهديدات بالقتل والاعتقالات والرقابة الذاتية الفنانين الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة في عام 1948 ما يجعلهم في بيئة قمعية تخنق الشخصيات والمؤسسات الثقافية الفلسطينية في هذا السياق لفتت مجلة 972 الإسرائيلية إن هذا الاضطهاد زاد خلال العدوان على قطاع غزة وتحدثت إلى من أكد استخدام الفنانين الفلسطينيين كعبرة لتخويف غيرهم وقع كثير من الفنانين الفلسطينيين في مرمى النيران حتى خارج قطاع غزة حيث يشن الاحتلال عدوانا وحشيا إذ يعانون من خنق حرية التعبير وهجمات الدولة ومواطنيها اليهود الإسرائيليين في شكل تحريض وتمييز وملاحقات قانونية وتهديدات جسدية وفي كثير من الأحيان جاء ذلك نتيجة لمجرد التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أو المعارضة السلمية للهجوم الوحشي الإسرائيلي ألقى الاحتلال القبض على إحدى أشهر المغنيات الفلسطينيات دلال أبو آمنة بسبب منشور لها على وسائل التواصل الاجتماعي كتبت فيه لا غالب إلا الله فتصاعدت التهديدات والمضايقات ضدها بسرعة اتصلت بالشرطة لوضع حد للتهديدات لكن في مركز الشرطة علمت أنها تخضع إلى تحقيق بسبب هذا المنشور ثم قبض عليها على الفور واحتجزت في زنزانة لمدة ثلاثة أيام مع تقييد يديها وساقيها قبل إطلاق سراحها وإغلاق الملف من دون اتهام ولأكثر من شهرين بعد اعتقالها تجمع المتظاهرون يوميا خارج منزل أبو آمنة في مدينة العفولة الشمالية ذات الأغلبية اليهودية بقيادة رئيس البلدية آفي إلكابيتس في كثير من الأحيان مطالبين بطردها هي وعائلتها وقالت لـ 972 منذ بداية هذه القضية كانت هناك 85 مظاهرة أمام منزلي إنهم يحاولون ترهيبنا أطفالي وزوجي وأنا نحن نعيش فترة صعبة للغاية تعرض زوجي أيضا للاضطهاد في مكان عمله حتى أن بعض المتطرفين حاولوا إرسال أشخاص لشراء منزلنا في العفولة ومن خلال اضطهادي يهدفون إلى ترهيب جميع الفلسطينيين وقالت محامية أبو آمنة عبير بكر لـ 972 إن معاملة الشرطة لدلال أبو آمنة تعكس سلوكهم تجاه أي شخص نشر يدعم غزة عندما بدأت الحرب وأضافت مثل العشرات الآخرين واجهت دلال التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي تلتها شكاوى ضدها من قبل الجماعات اليمينية المخصصة لتغطية شؤون الفلسطينيين وتابعت وفرت شهرة دلال وتأثيرها أداة مناسبة للترهيب من خلال اعتقال شخصية لها عدد كبير من المتابعين تبعث السلطات برسالة مخيفة مفادها أنه لا يوجد أحد في مأمن إن استهداف أبو آمنة يوضح كيف تستخدم السلطات الخوف والشهرة كسلاح لإسكات الأصوات الفلسطينية قوة الفنان تكمن في الاحتجاج الإبداعي من خلال عمله لكن مناخ الخوف يسبب رقابة ذاتية شديدة ما يؤدي إلى فقدان فنانين عدة القدرة على توجيه عجزهم إلى الإبداع ومن خلال خنق الفنانين يقوض هذا الذعر دورهم الأساسي في توجيه العمل والتضامن والمعارضة في السنوات الأخيرة أثرت حملة القمع بشدة على الفنانين الفلسطينيين والمسارح عام 2015 على سبيل المثال جمدت وزارة الثقافة الإسرائيلية تمويل المسرح العربي البارز في حيفا الميدان وتمحور الجدل حول إنتاج المسرح لمسرحية زمن موازي التي تدور حول قصة الأسير الفلسطيني وليد دقة الذي استشهد أخيرا وهو يقضي حكما بالسجن المؤبد وبعد الإغلاق المؤقت والضجة العامة عاد تمويل الميدان جزئيا في 2016 وإن كان بمستوى أقل وأعيد افتتاح المسرح على أمل ألا يمنعه الضغط السياسي من منح صوت للثقافة والهوية الفلسطينية لكن الضغوط المالية والسياسية المستمرة تسببت في إغلاقه دائما بعد عامين فقط وقد أثرت ضغوط مماثلة على الفنانين الفلسطينيين في صناعة السينما فعام 2014 واجهت المخرجة الفلسطينية سهى عراف انتقادات شديدة عندما سجلت فيلمها فيلا توما على أنه فلسطيني في مهرجان فينيسيا السينمائي واضطرت إلى إعادة التمويل الذي تلقته من الهيئات التابعة للاحتلال الإسرائيلي وقالت في مقال إن الأفلام ملك لأولئك الذين يصنعونها إنها لا تنتمي أبدا إلى المؤسسات التي ساعدت في تمويلها ومن المؤكد أنها لا تنتمي أبدا إلى أي دولة أعرف فيلمي بأنه فيلم فلسطيني لأنني فلسطينية بالدرجة الأولى وقصته تروى من وجهة نظري وهي وجهة نظر فلسطينية وعام 2021 أيدت المحكمة العليا الإسرائيلية حظر عرض الفيلم الوثائقي جنين جنين الذي يستكشف مداهمة جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2002 لمخيم اللاجئين الفلسطينيين وجرائم الحرب التي ارتكبها ضد المدنيين الفلسطينيين وحكم على مخرج الفيلم محمد بكري بدفع تعويضات عن الفيلم بتهمة تشويه الحقيقة وحظر الفيلم بعد وقت قصير من صدوره عام 2002 قبل أن تلغي المحكمة العليا القرار وعام 2021 أعيد الحظر بعد دعوى قضائية رفعها جندي بدعوى التشهير بادعاءات ملفقة وقالت عراف لـ 972 إنها تعتقد أنه لو حدث الجدل حول فيلمها اليوم وليس قبل عقد من الزمن فمن المحتمل أن تواجه السجن بدلا من إجبارها ببساطة على إعادة تمويل الفيلم ووصفت الوضع الحالي بأنه فترة مظلمة إذ إن الفلسطينيين يعانون من الترهيب هذا يرهب حرية الفكر والتعبير ومن المرجح أن يتفاقم الوضع من الفنانين الفلسطينيين الذين واجهوا أيضا رد فعل عنيفا وعواقب قانونية بسبب تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي الممثلة ميساء عبد الهادي التي قبض عليها في 12 أكتوبر تشرين الأول الماضي ووجهت إليها تهمة التحريض على الإرهاب بعد وضع منشورين على إنستغرام تقول الشرطة الإسرائيلية إنهما أعربا عن دعمهما لعملية طوفان الأقصى التي نفذها المقاومون الفلسطينيون في 7 أكتوبر بعد اعتقالها صورت الشرطة الإسرائيلية عبد الهادي مكبلة اليدين تحت علم دولة الاحتلال الإسرائيلي وهو عمل انتقده كثيرون باعتباره مهينا ومتعمدا وحتى وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل بدأ إجراءات لسحب الجنسية الإسرائيلية من عبد الهادي وأمر هيئة السكان والهجرة بمراجعة القضية وقال محامي عبد الهادي محمد دحلة لـ 972 إن شهرة عبد الهادي جعلتها هدفا رئيسيا وقويا فـمن الواضح أن الهدف هو قمع المشاهير من أجل إرسال رسالة يتردد صداها على نطاق واسع تؤدي هذه الأنواع من الإجراءات ضد المشاهير إلى القمع وتثبيط أي شكل من أشكال الاحتجاج إنه يؤدي إلى تأثير مروع تثبيط حرية التعبير بسبب التخويف أو الرقابة أو العقاب التي تمارسها السلطات

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح