إيران والسعودية نحو تقارب من بوابة الاقتصاد

٥١ مشاهدة
بعيدا عن سخونة الأحداث والتوترات في المنطقة ثمة تحركات وزيارات اقتصادية متبادلة مكثفة تجري هذه الأيام بين إيران والسعودية وهي تشي بتوجه البلدان نحو تقارب اقتصادي بعد عام من اتفاق المصالحة بينهما في العاصمة الصينية بكين وتكون طهران الرابحة أكثر من هذا التقارب الذي بدأت ملاحمه تلوح في الأفق في ظل أزمتها الاقتصادية على أعقاب تعرض البلاد لعقوبات أميركية شاملة وقاسية منذ عام 2018 والتي ظلت تشكل عقبة أساسية أمام تعزيز علاقات إيران الاقتصادية مع دول العالم في ظل مخاوف هذه الدول من عقوبات أميركية ثانوية إذا ما تعاملت مع إيران اقتصاديا وتوجه هذا الأسبوع ثلاثة وفود اقتصادية رفيعة المستوى من إيران إلى السعودية كما زار إيران وفد اقتصادي سعودي طهران للمشاركة في معرض إكسبو طهران 2024 ويقود وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي وفدا وزاريا للمشاركة في اجتماعات بنك التنمية الإسلامية وكذلك وفد يترأسه محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين للمشاركة في الاجتماعات نفسها فضلا عن وفد اقتصادي آخر من الخارجية الإيرانية يقوده نائب الوزير للدبلوماسية الاقتصادية مهدي صفري للمشاركة في المنتدى الاقتصادي في الرياض وأعلن البنك المركزي الإيراني بعيد توجه فرزين إلى السعودية أنه يجري خلال الزيارة مباحثات مع المسؤولين السعوديين بشأن توسيع التعاون والعلاقات النقدية والمصرفية وتعليقا على هذه الزيارات قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إنها تشكل فرصة جيدة لتوسيع التعاون والعلاقات الاقتصادية بين البلدين مشيرا إلى أنهما متفقان على تعزيز العلاقات الاقتصادية بموازاة العلاقات السياسية وأضاف كنعاني أن آفاق العلاقات بين إيران والسعودية واضحة وتبعث على الأمل وعن أهداف هذه الزيارات إلى السعودية يقول الخبير الاقتصادي الإيراني مرتضى ميري لـالعربي الجديد إن إيران تسعى إلى توظيف جميع قدراتها وعلاقاتها لتوسيع التجارة مع الخارج كونها تتعرض للعقوبات الأميركية مشيرا إلى ان الزيارات الأخيرة إلى السعودية تأتي في هذا السياق يضيف ميري أن إيران تهدف أولا إلى توسيع التجارة مع السعودية وثانيا مع الدول العربية عبر السعودية مستبعدا أن تثمر هذه الزيارات التي وصفها بأنها استعراضية عن نتائج عملية كبيرة قبل إزالة العقبات أمام العلاقات التجارية الإيرانية ويعرب الخبير الإيراني عن قناعته بأنه مازالت العقوبات سارية وإيران على القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي الدولية فاتف تبقى هذه الزيارات في الإطار نفسها من دون تحقيق نتائج تذكر ويؤكد أن إيران بطبيعة الحال تعير اهتماما خاصا بالعلاقات الاقتصادية مع السعودية التي يمكن أن تشكل سوقا جيدا للسلع الإيرانية مستبعدا قيام الرياض بمساعدة إيران للالتفاف على العقوبات بسبب عواقب ذلك وتعقيبا على تصريحات مسؤول في البنك المركزي الإيراني بشأن انفراجات قريبة قد حصلت خلال الزيارة إلى السعودية فيما يتعلق بالأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج يستبعد ميري حصول مثل هذه الانفراجات قائلا إن هذه التصريحات تبقى شعارات وكان نائب محافظ البنك المركزي الإيراني محسن كريمي قد قال الإثنين الماضي إن المباحثات التي أجراها الوفد الإيراني من البنك المركزي على هامش اجتماعات بنك التنمية الإسلامية في الرياض أثمرت عن انفراجات بشأن الأرصدة المالية المجمدة في الخارج ولم يسم كريمي أطراف هذه المفاوضات والدول التي ستفرج عن الأرصدة الإيرانية قائلا إن ثمة أنباء جيدة خلال الأيام المقبلة وأوضح أن إيران تمكنت من خلال متابعات البنك المركزي من تسديد مبالغ حج هذا العام من مواردها المجمدة في الخارج بدوره قال وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي الثلاثاء في تغريدة على إكس إنه أجرى مباحثات بناءة للغاية مع نظيره السعودي فيصل إبراهيم مشيرا إلى أنه قد وافق على خمسة مقترحات تقدم بها من دون الإفصاح عن تفاصيل هذه المقترحات وأكد خاندوزي أن وزير الاقتصاد السعودي أكد ضرورة إعداد خارطة طريق للتعاون الاقتصادي بين القطاعين الحكومي والخاص بين البلدين وسرعة تنفيذها وعن المقترحات الإيرانية يقول الخبير الاقتصادي الإيراني محمد حسين أنصاري فرد لـالعربي الجديد إنها حول السياحة وتبادل السلع والجمارك والعلاقات المصرفية وقطاعي النفط والغاز ويضيف أن إيران والسعودية تعملان على رسم خريطة طريق للتجارة بناء قدراتهما التصديرية والتوريدية والمزايا التي تمتلكها كل طرف وحاجاتهما ويشير الخبير الإيراني إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين لم تشهد بعد تحسنا لافتا إلى أنها حاليا في مرحلة التقييم وتبادل المعلومات وأكد أن الطرفين لديهما جدية في تعزيز العلاقات الاقتصادية والمضي بها قدما إلى الأمام خلال المرحلة المقبلة يشار إلى أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية نتيجة اتفاق بكين في 10 مارس آذار 2023 لم يفض حتى الآن إلى تنشيط التجارة بين البلدين حيث العام الإيراني الماضي الذي انتهى 21 مارس آذار الماضي لم يسجل أي واردات إيرانية من السعودية والصادرات الإيرانية إليها سجلت تراجعا مقارنة بالعام 2022 الذي سجل تصدير إيران سلعا إلى السعودية بقيمة 14 مليون دولار فقط كما تحدث وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي خلال تواجده في السعودية عن مباحثات يجريها هناك مع بنك التنمية الإسلامية لتمويل ثلاثة مشاريع إيرانية في مجالات صحية وعلاجية وعلمية مشيرا إلى أن البنك حتى الآن قام بتمويل 11 مشروعا مهما في عدة محافظات إيرانية غير أن استمرار تمويل هذه المشاريع واجه مشاكل خلال الفترة من 2018 إلى 2021 بسبب العقوبات الأميركية حيث قال خاندوزي إن المشاريع توقفت خلال هذه الفترة قبل أن تتدخل الحكومة الإيرانية لإزالة العقبات ما أدى إلى استئناف بنك التنمية الإسلامية تمويله لتلك المشاريع

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح